السؤال
ماحكم الدين في ممارسة العادة السرية في ليل رمضان ؟ وكذلك في ممارسة الجنس عبر أثير التليفون والإنترنت؟
ماحكم الدين في ممارسة العادة السرية في ليل رمضان ؟ وكذلك في ممارسة الجنس عبر أثير التليفون والإنترنت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يسمى بالعادة السرية هو استفراغ الشهوة بواسطة اليد أو غيرها من الأمور محرمة شرعاً، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5-7].
فأوجب الله حفظ الفرج إلا على الزوج، أو ما ملكت اليمين، فمن ابتغى وراء ذلك فهو معتدٍ.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الزوج، فقال عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أخرجه البخاري ومسلم.
فأرشد عليه الصلاة والسلام من لم يستطع الزواج إلى الصيام، ولم يرشد إلى العادة السرية، ولو كانت جائزة لكانت أخف من الصيام، وأفضل لتفريغ شهوته، لكن لما لم يرشد إليها دل على أنها غير جائزة.
وقد حرم الله تعالى الزنا وهو أشد، وحرم النظر وهو أخف، فما بينهما محرم، والعادة السرية بين ذلك.
فعلى المسلم أن يستعين بالله تعالى، وأن يسلك الطرق المشروعة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فيحصن فرجه بالزواج، ولو أن يقترض مؤونة الزواج، فإن لم يستطع ذلك، فعليه بكثرة الصيام، لأن الصيام سبب للتقوى، ولأنه يضعف نزوة الشخص إلى الجماع.
وعليه أن يبتعد عن مواطن إثارة الشهوة، وأن يغض بصره وسمعه عما يهيجهما، وحكم العادة السرية يستوي في رمضان وفي غيره -لا يختلف الحكم- إلا في أنها في رمضان أشد لحرمته، وإذا كانت في نهار رمضان أفسدت الصيام مع الإثم ولزم القضاء.
وأما ممارسة الجنس عبر التلفون فهو محرم، ولا يجوز لمسلم عمله، وهذا بلا شك هو الذي يؤدي إلى ممارسة العادة السرية، وربما الوقوع في الزنا والعياذ بالله، وما كان ذريعة للحرام فهو محرم، فلا يجوز لمسلم أن ينظر إلى محرم أو يسمع محرماً، بل يجب عليه أن ينزه سمعه وبصره عن المحرمات، لأن النظر بريد الزنا، وكما قال الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً === لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه === ولا عن بعضه أنت صابر
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني