السؤال
قبل أي عمل أو عادة ينوي فيها الإنسان نية خالصة لله، وللخير، وللأجر، وبعد أن يعملها يجد في نفسه شيئًا من رياء، أو ندم، لأن الناس ما قدروها، رغم أن نيته في الأصل رضا الله، والأجر، فهل يجازى على عمله، ونيته الطيبة، أم أن النية بعد العمل تؤثر في قبوله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرياء إذا طرأ على العبد بعد إنهائه للعمل الصالح الذي أخلص فيه، فهل يبطل العمل؟ اختُلف في ذلك؛ فقيل: يبطله، وقيل: لا يبطله؛ قال ابن القيم في البدائع: "وفي الرياء اللاحق بعد العمل خلاف"، وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية: "إذَا أَعْجَبَهُ لِيَعْلَمَ النَّاسُ مِنْهُ الْخَيْرَ، وَيُكْرِمُونَهُ عَلَيْهِ، فَهَذَا رِيَاءٌ، وَوُجُودُ الرِّيَاءِ بَعْدَ الْفَرَاغَ مِنْ الْعِبَادَةِ لَا يُحْبِطُهَا".
وقال الغزالي في إحياء علوم الدين: "يبعد أن يكون ما يطرأ بعد العمل مبطلًا لثواب العمل، بل الأقيس أن يقال: إنه مثاب على عمله الذي مضى، ومعاقب على مراءاته بطاعة الله بعد الفراغ منها".
وعليه؛ فإن ما يقع للعبد من الرياء بعد العمل لا يبطل عمله، ولكنه يعاقب على الرياء. وللمزيد عن الندم والرياء بعد العمل انظري الفتوى رقم: 114216.
والحذر من الرياء ينبغي أن يكون معه حذر من مكائد الشيطان، فربما يشكك العبد في نيته وقصده حتى يترك العمل بحجة أنه مراء، وانظري الفتوى رقم: 98518، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.