السؤال
كيف نفرق بين المسألة العقدية، والمسألة الفقهية -مع المثال-؟
وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعقائد هي: المسائل التي يصدق بها المكلف تصديقًا جازمًا، وليست من باب الأعمال، وإنما هي متعلقة بتصديق القلب، فالعقيدة إذن ليست أمورًا عملية، إنما هي الأمور الدينية العلمية التي يجب على المسلم اعتقادها في قلبه؛ لإخبار الله تعالى بها بكتابه، أو بسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، يقول صاحب لسان العرب: "والعقيدة في الدين: ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله، وبعثه الرسل، وجمعها: عقائد."، وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: وقد دل كتاب الله المبين، وسنة رسوله الأمين -عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم- على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره؛ فهذه الأمور الستة: هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز، وبعث الله بها رسوله محمدًا -عليه الصلاة والسلام-، ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به من أمور الغيب، وجميع ما أخبر الله به ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأدلة هذه الأصول في الكتاب والسنة كثيرة جدا. انتهى. فما كان من هذا الجنس، وما تعلق بهذه الأصول من المسائل، فهو مسائل العقيدة.
وأما المسائل الفقهية: فهي المتعلقة بأفعال المكلفين، فالفقه اصطلاحًا: هو معرفة الأحكام العملية بأدلتها التفصيلية.
فإذا عرفت الفرق بين موضوع كل من العقيدة والفقه عرفت مسائل كل منهما، فما كان متعلقا بما يلزم التصديق به؛ كالإيمان بالله، ومعرفة أسمائه وصفاته، وما تفرع عن ذلك من المسائل، والإيمان بالملائكة، ومعرفة صفاتهم، والإيمان بالكتب، والرسل، ومعرفة ما يجب لهم، وما يستحيل عليهم، والإيمان باليوم الآخر، والقدر خيره وشره، كل هذا من مسائل العقيدة، وأما ما كان متعلقا بأفعال المكلفين؛ كالكلام في الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج, والبيع, والنكاح, ونحو ذلك, فهو من الفقه.
فمسألة رؤية الله في الآخرة مثلًا من مسائل العقيدة، ومسألة الوضوء من أكل لحم الإبل مثلًا من مسائل الفقه، وهكذا، والأمر واضح بحمد الله.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني