السؤال
أمارس الخياطة منذ 18 سنة تقريبًا، في البداية -ونظرًا لقلة الخبرة- كنت أخيط بعض الأشياء في فترات متباعدة جدًّا، ثم بمرور السنوات بدأ العمل يتزايد تدريجيًّا -والحمد لله-، ولكني كنت أخيط كل ما يطلب مني بما فيها الملابس بكافة أنواعها، ومنذ أن منَّ الله -سبحانه- عليّ بالتوبة، والهداية -تقريبًا في عام 2003-، وبالمواظبة على الاستماع للدروس، والخطب، وبرامج الفتوى، والاجتهاد في معرفة ما أمر الله به، وما نهى عنه، والسعي لتطبيقه، ومنها ما يخص مجال الخياطة، وعرفت أن خياطة العاري من الملابس هي مساعدة على انتشار المعصية، فتركت خياطتها، وبقيت أخيط الملابس للمحجبات (حجاب متبرج)، وبالبحث عرفت أنه لا يجوز خياطة كل ما هو غير موافق لمواصفات اللباس الشرعي للمرأة خارج المنزل، وبالتالي؛ اتخذت قرار الابتعاد عن خياطة الملابس بشكل عام نظرًا لقلة من يخطن اللباس الشرعي، والتفرغ لخياطة الستائر، والمفروشات المنزلية، ويبقى لدي استفسارات أرجو أن يتسع صدركم لها:
1- بعد هذا القرار بقي لدي بعض الملابس، هناك ما هو أقمشة، وهناك ما تم تفصيله لزبونة ممن يرتدين الحجاب المتبرج -هداهن الله-، فكيف أتصرف؟ وإذا أتممت خياطتها، فما حكم المال الذي سآخذه أجرة خياطتها؟
2- أحيانًا كانت تأتيني زبونات غير محجبات أصلًا، وأخيط لهن ملابس على شاكلة ما يرتدينه المحجبات حجابًا متبرجًا (ملابس للخروج، أو ملابس سهرة، وأغلب السهرات مختلطة) فما حكم ما أخذته من مال عن تلك الأعمال؟
3- سنة 2011م كنت مكترية محلًّا في منطقة بعيدة عن منزلنا، وجاءتني زبونة بمجموعة من الملابس لأصلحها، ولما عادت ووجدتها جاهزة قالت: إنها لم تحضر المال، وستعود مرة أخرى بالمال وتأخذها، ولكنها لم تعد، وبعد عدة شهور اتخذت قرار إغلاق المحل، والعودة للعمل في المنزل، فأرسلت لها عن طريق من يعرفنها بأن تأتي، ولكنها لم تأت، وأنا لا أعرف أين تسكن، ولا رقم هاتفها، والملابس عندي إلى الآن، فكيف أتصرف فيها؟ وما حكمها بعد هذه السنوات؟
4- هل هناك معايير محددة لحرفة الخياطة من الناحية الشرعية -ما يجوز خياطته، وما لا يجوز- بالتفصيل، وكيف يمكن تقييم الأجر حتى أعرف أني لم آخذ لا أقل ولا أكثر من حقي؟
أرجو من فضيلتك إفادتي، وجزاك الله خيرًا، ونفع بك.