السؤال
هل الأفضل شراء كتب العلم أم ادخار المال للحج؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت لم تؤد فريضة الحج, فمن الأفضل فى حقك الادخار للحج؛ لأن الفرض هو أفضل ما يتقرب به لله تعالى؛ لما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. انتهى
إما إذا كان الحج تطوعا, فينظر فإن وجدت حاجة حقيقية لشراء الكتب الشرعية النافعة لك, أو لغيرك لانعدامها وعدم وجود ما يسد مسدها فشراؤها قد يكون أفضل, وإلا فادخر المال للحج, فإنه عبادة بدنية, ومالية عظيمة الثواب, جاء في الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: والحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست واجبة، وأما إن كان له أقارب محاويج فالصدقة عليهم أفضل، وكذلك إن كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته، فأما إذا كان كلاهما تطوعا فالحج أفضل لأنه عبادة بدنية مالية، وكذلك الأضحية والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمة ذلك، انتهى
وفى مواهب الجليل للحطاب المالكي: سئل مالك عن الغزو والحج أيهما أحب إليك قال الحج إلا أن يكون سنة خوف. قيل فالحج والصدقة قال الحج إلا أن تكون سنة مجاعة. انتهى
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 130727.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني