الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداقة بين الجنسين فتنة وباب إلى شر كبير

السؤال

أنا فتاة تقية، وأصلي فروضي ونوافل وقيام الليل غالبا، وكل شيء أفعله بما يرضي الله، لكن في فترة انجررت إلى علاقة مع شاب كانت علاقة عادية مجرد كلام بالهاتف والمراسلات ومقابلات سطحية أي من بعيد، بعدها علمت أن ما فعلته حرام، ويجب علي تركه، حاولت أن أفهمه أن ما نفعله حرام، ويجب علينا تركه للنصيب، ولكن هو رفض ويريد استمرار العلاقة، وقال إنه حتى سيجعل أمه تكلمني، لكن رفضت موضوع العلاقة؛ لأني لا أريد فعل الحرام، مرة أخرى واضطررت أن أتركه، هل أنا ظلمته بأني تركته من أجل عدم فعل المعصية.
والله تركي له بسبب أني لا أريد فعل المعصية، وأريد رضا الله وأن أتوب إليه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا ينبغي للمرء أن يصف نفسه بأنه تقي؛ لأن هذا تزكية لنفسه، وقد نهينا عن ذلك في قول الله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم:32}،
قال القرطبي في تفسيره هذه الآية: وقوله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم يقتضي الغض من المزكي لنفسه بلسانه والإعلام بأن الزاكي المزكى من حسنت أفعاله وزكاه الله عز وجل، فلا عبرة بتزكية الإنسان نفسه وإنما العبرة بتزكية الله له. اهــ
وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا {النساء:49}،

وأما عن السؤال فالواجب عليك أيتها السائلة هو أن تقطعي علاقتك بذلك الشاب فورا؛ لأنها علاقة محرمة، ولا صداقة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، ولا تعتبرين ظالمة حين تقطعين علاقتك به، بل أنت ظالمة لنفسك وله إن استمررت على هذه العلاقة، ومن كان صادقا في الزواج فليأت البيوت من أبوابها، وكم من فتاة أقامت علاقة بمن وعدها بالزواج وانتهت علاقتها إلى الوقوع في الفاحشة، وتركها تعاني مرارة المعصية والفضيحة، وانظري الفتوى رقم: 125515، عن كون الصداقة بين الجنسين باب شر وفساد عظيم .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني