السؤال
تثيرني الشهوة كلما أنظر للحرام فيخرج مني قطرات سائل لزج على سروالي (مني)، وكنت دائما أغتسل منه، ولم أعلم أنه (مذي) إلا هذه الأيام، مع أنه لي مدة طويلة قرابة السنتين وأنا على هذه الحال، والآن بعد أن علمت أنه مذي هل أعيد الصلوات كلها التي ظننتها منيا؟ أم صلاتي صحيحة؟ ما هو الحكم في المذهب الشافعي؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فالمذي لا يجب منه غسل البدن كله وإنما غسل الذكر فقط والوضوء؛ لحديث عَلِيٍّ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ. متفق عليه واللفظ لمسلم .
وأما كونك اغتسلت عن الجنابة غالطا وأنت محدث حدثا أصغر فقد نص الشافعية ـ وهم من تسأل عن مذهبهم ـ أن الغسل يكفي عن الوضوء في هذه الحال إذا رتبت أعضاء الوضوء أثناء الغسل، جاء في مغني المحتاج: وَلَوْ اغْتَسَلَ مُحْدِثٌ حَدَثًا أَصْغَرَ فَقَطْ بِنِيَّةِ رَفْعِ الْحَدَثِ أَوْ نَحْوِهِ وَلَوْ مُتَعَمِّدًا، أَوْ بِنِيَّةِ رَفْعِ الْجَنَابَةِ أَوْ نَحْوِهَا غَالِطًا وَرَتَّبَ فِيهِمَا أَجْزَأَهُ .اهـــ
وإذا لم ترتب لم يجزئك وتعيد تلك الصلوات التي صليتها بذلك الغسل لأنه غسل لم يجزئ عن الوضوء اللهم إلا إذا كنت تتوضأ بعد الغسل فلا إشكال حينئذ في صحة الصلاة لكونك توضأت قبلها ولم تكتف بذلك الغسل.
والله تعالى أعلم.