السؤال
أديت فريضة الحج أنا وزوجتي منذ عامين، ويوم عودتنا آوينا إلى الفراش في إجهاد، وضممت ابني في حضني لنقرأ سوياً أذكار المساء، فغلبنا النعاس ونمنا، فرأيت رؤيا كان فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وبجواره سيدنا داود عليه السلام، وحيث إنها كانت أول مرة أرى فيها سيدنا داود عليه السلام، وكان قد سبق لي رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في منامات أخرى، فقد خطر في بالي أن أجامله بنصوص ديننا، وأنا بفضل الله تعالى حافظ لكتاب الله بسند يمتد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعرضت كالبرق كل الآيات التي وردت عن سيدنا داود عليه السلام في القرآن وقررت أن أختار آية سورة البقرة، فقلت له: حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عنك كثيرا مادحاً لك، وذكرك الله في كتابه فقال (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء)، فرد علي ـ وقد أحسست أنه يرد المجاملة والمدح بمثله ـ قائلاً: وأنتم قال الله فيكم (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة..) ولم أذكر ما قال بعدها، ولما استيقظت أدركني الدهشة والفرحة الشديدة، فقد رأيت نبيين كريمين في آن واحد، وتذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتحدث، ولكنه تابع الحوار متابعة الراضي عن الكلام، الممتن لهذا العبد من أمته، ثم تساءلت: أي آية هذه التي ذكرها سيدنا داود؟ فاستعرضت الآيات المشابهة، فلم أجد إلا آية سورة البقرة تصلح بهذه البداية ونهايتها (...لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) فاستبشرت كثيراً، وكان هذا من سنوات ثلاثة، ثم أصابني ما يصيب البشر من الغفلة وخلطنا عملا صالحاً وآخر سيئاً (عسى الله أن يتوب علينا)، فصرت أتساءل: هل ما زلت مستحقاً لتلك البشرى، وانتبهت لفقه النبي الكريم حين اختار آيةً مشروطةً بأعمال صالحة كثيرة، فمتى حافظ المؤمن عليها استحق الوعد الإلهي، ومتى ابتعد عنها ابتعد عن البشرى الأبدية. فما رأيكم؟.