السؤال
ما هو حكم استخدام زغاليل الحمام في علاج السرطان بوضعها حية على سرة المريض ثم تموت بعد دقائق، ويطلب من المريض أن يفحص بعد ذلك ليتأكد بأنه قد شفي تماما!!!
أفيدونا بشكل عاجل أفادكم الله علما، إن لي قريبا يريد أن يجرب فمنعته من ذلك رغم سوء حالته.
وللاستزادة يمكنكم الاطلاع على صفحة أحد مدعي العلاج بهذه الطريقة
https://m.facebook.com/omaraboalsoud?_rdr
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما أثبتت التجربة المبنية على شيء ظاهر مباشر نفعه وفائدته في العلاج، ولم يترتب عليه ضرر بالمريض، ولم يكن مما تمنع الشريعة تعاطيه، فلا حرج في استخدامه في العلاج، وأما العلاج بما لم يثبت بالشرع أو التجربة ولم يعقل معناه فيتعين طرحه والبعد عنه إذ لا يبعد أن يكون مأخوذا من وحي الشياطين إلى أوليائهم من الدجاجلة والسحرة والمشعوذين، وانظر الفتوى رقم: 7243.
وكنا قد أجبنا عن سؤال مشابه لهذا السؤال فراجع فيه الفتوى رقم: 68564.
وقال الدردير في الشرح الصغير: (و) يجوز (التداوي) وقد يجب وسواء كان التداوي (ظاهرا) في ظاهر الجسد كوضع دواء على جرح (وباطنا) كسفوف وشربة لوجع الباطن ويكون (مما علم نفعه في) علم (الطب) وألا يحصل ضررا أكثر مما كان .... اهـ.
وعليه، فانه ينبغي ان يسأل الأطباء وأهل التجربة والخبرة: هل ثبت من الناحية العلمية ما يفيد صحة وفائدة هذا النوع من العلاج، وهل هناك ما يثبت أن الحمام يموت بمجرد وضعه على سرة المريض أم أنه يقتل بسبب آخر غير ظاهر من الأسباب التي لها علاقة بالشعوذة والدجل، فإذا علم خلو الطريقة المذكورة من الدجل والشعوذة فإن التداوي بها يجوز ولو أدى لموت الحمام.
وينبغي أن يكون الأثر في تلك التجربة مبنيا على شيء ظاهر مباشر كما قدمنا، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: ولبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية، لأنه اعتقد أن مع الله خالقا غيره، وإن اعتقد أنها سبب ولكنه ليس مؤثرا بنفسه، فهو مشرك شركا أصغر؛ لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببا فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببا، وطريق العلم بأن الشيء سبب، إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل {فيه شفاء للناس} [النحل: 69]، وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [الإسراء: 82]، وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعا في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهرا مباشرا كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلا، فهذا سبب ظاهر بين، وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به، وهو لم يكن مباشرا، كالحلقة، فقد يلبسها إنسان وهو يعتقد أنها نافعة، فينتفع لأن للانفعال النفسي للشيء أثرا بينا، فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم، كذلك الذين يلبسون الحلق ويربطون الخيوط، قد يحسون بخفة الألم أو اندفاعه أو ارتفاعه بناء على اعتقادهم نفعها. وخفة الألم لمن اعتقد نفع تلك الحلقة مجرد شعور نفسي، والشعور النفسي ليس طريقا شرعيا لإثبات الأسباب، كما أن الإلهام ليس طريقا للتشريع." انتهى من القول المفيد شرح كتاب التوحيد.
والله أعلم.