الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التدليس والكذب بغرض الاستعجال في الحصول على أرض تمنح من الدولة

السؤال

رجل قدم طلب أرض منذ خمس سنين في العاصمة، وهو مستحق لها بحكم عمله هناك، وتأخر الرد عليه، علما بأن هناك من استلم أرضا وقد قام بتقديم الطلب بعد هذا الرجل، فطلب مقابلة الوزير، وقابله جالبًا معه نسخة من مخطط منزل وثلث تكاليف المنزل للمقابلة مستعيرا إياها من زميل له مؤقتا للمقابلة فقط، مدعيا أن الطلب سيستعجل في النظر إليه إذا كنت تملك المخطط والمبلغ، وهي رسميا ليست من شروط الاستحقاق، فما حكم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نرى جواز ما فعله هذا الرجل من تقديمه لمخطط منزل ليس له، وإيهامه المسئولين بامتلاك بعض تكاليف البناء؛ لأن ذلك لا يخلو من أحد احتمالين:
الأول: أن يكون لا فائدة من وراء ذلك، فحينئذ يكون ما فعله الرجل كذبًا من غير مسوغ شرعي له، وهذا لا يجوز.
الثاني: أن يكون لدى الجهة المسئولة رؤية في جعل الأولوية لمن هو مستعد للشروع في البناء، فحينئذ يكون ما فعله الرجل غير جائز أيضًا؛ لما فيه من الكذب، والتدليس، وإيهام المسئولين بأنه مستعد للشروع في البناء، وهو في الحقيقة ليس كذلك.
وعلى كلا التقديرين؛ فقد أخطأ الرجل فيما فعل، وإن كان هذا لا يستلزم تحريم انتفاعه بالأرض إن حصل عليها؛ طالما أن شروط استحقاقه لها متحققة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني