السؤال
زوجي مدمن للشات مع النساء على النت، وأغلبهنّ ساقطات، وقد وقع في حب إحداهنّ، ولا يرى ولا يسمع لسواها، ويرفض أي محاولة مني للتقرب منه، وهما يعيشان معًا في الحرام، وينفرد داخل البيت بحجرة خاصة؛ ليعيش معها عبر النت المتصل بكاميرا؛ كي يرى كل منهما الآخر، وهي ترسل له الرسائل الجنسية عن طريق الهاتف، ويبخل علينا بنفسه، وحتى أيام العطلات فهو لها، وينفق عليها ببذخ، ويطلب مني بيع ما أملك، وأنا الآن أصبحت أكره حتى أولادي الأربعة، وأضربهم بعنف، وأعيّرهم بأبيهم الفاسق مع أنهم أطفال، وأريد الطلاق، وترك الأولاد له؛ كي يتحمل مسؤوليتهم، وهو لا يبالي بأي شيء سوى عشيقته، وأنا أعيش في ذل وهوان أنا وأبنائي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب على هذا الزوج أن يتوب إلى الله تعالى من جملة المحرمات التي وقع فيها، قبل أن يفجأه الموت وهو على تلك الحال، فإن النظر المحرم، وما يتبعه من طامات، هي أعظم منه، وأكبر، وهتك حرمات المسلمين بالاعتداء على بناتهم، ونسائهم، وإنفاق الأموال في سبيل غير مشروعة، كل ذلك من الأمور التي يجب على المرء أن يتوب منها؛ لسوء عاقبتها في الدنيا، والآخرة، قال تعالى: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19]. وقال تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا [النساء:123].
كما أن ترك النفقة الواجبة على الزوجة، والأولاد، من الإثم الكبير، الذي يوجب عقاب الله كذلك، ففي الحديث: كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت. رواه أبو داود، وأحمد، وحسنه الألباني. ويقول: لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ رواه الترمذي، وقال:حسن صحيح. هذه وصيتنا للزوج.
أما أنت -أيها الزوجة-، فعليك بالصبر، ومداومة النصح للزوج، والدعوة له بالمعروف، والقول اللين، قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125].
وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء، فإن الدعاء يرفع البلاء، ويذهب البأساء والضراء، ويجعل الله به بعد عُسر يسرًا، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62].
ويمكنك -أيتها السائلة الكريمة- أن تستعيني على إصلاح زوجك؛ بتسليط أهل الخير عليه، وتحفيزهم على إصلاحه بشتى الطرق، والوسائل -نسأل الله تعالى أن يصرف عن زوجك الشر، وأن يصلح بينك وبينه، والله تعالى الهادي والموفق-.
والله أعلم.