الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل علاج ضعف النفس والوقوع في أسر المعاصي

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من مجهود، وأسأل الله أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم.
أنا شاب في 18 لم يدم لي في الالتزام كثير، ولكني أعاني من أني قد أضعف في بعض الأوقات وأقع في المعاصي، فبماذا تنصحونني؟
وأريد أسماء بعض الكتب في الزهد والإخلاص، أستفيد منها.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإننا نوصيك أخي السائل بتقوى الله تعالى، لا سيما وأنت في مقتبل العمر وأول الشباب، فلا تسود صفحتك بالمعاصي، ولتعلم أن الله تعالى سائلك عن هذه المرحلة النفيسة من العمر كما في الحديث: لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ. رواه الترمذي والطبراني وصححه الألباني، فاتق الله تعالى بالبعد عما نهاك عنه، وبفعل ما أمرك به، وإن من أعظم ما يعينك على تقواه اتخاذ الرفقة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه، والبعد عن رفقة السوء التي تزين لك المعصية وتؤزك إليها، ولعل ما تعانيه من الضعف والوقوع في المعصية إنما هو بسبب غفلتك عن هذا الأمر، فابحث عن رفقة صالحة تكون لك عونا على الطاعة، وابتعد عمن لا يعينك على طاعة الله تعالى، والإنسان أسير بيئته، والصاحب ساحب كما يقال، ثم نوصيك بالإكثار من تلاوة القرآن، وأن تجعل لنفسك وردا يوميا تحافظ عليه، فإن هذا من أعظم المثبتات عند الفتن، كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ {الفرقان:32}، أي: لنُقَوِّي به قلبَك فتزداد بصيرة، وثالثا نوصيك بالاجتهاد في طلب العلم الشرعي على يد أهله، فإن العلم ينور البصيرة بإذن الله تعالى، ويُري صاحبه الحق من الباطل، ويزرع في قلبه خشية الله وتعظيمه وقد قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ {فاطر:28}، وهذا دليل على فضيلة العلم، وأنه داع إلى خشية اللّه تعالى، وانظر المزيد في الفتوى رقم: 231109، حول نصيحة عامة في البعد عن المعاصي والثبات على الاستقامة، والفتوى رقم: 41149، عن نصائح هامة للشباب حين تموج الفتن، والفتوى رقم: 136724، عن مقومات الثبات على الاستقامة والإقلاع عن الذنوب.
وأما ما سألت عنه من من كتب أهل العلم فننصحك بقراءة مختصر منهاج القاصدين، وقراءة كتاب "الإخلاص" للشيخ يوسف القرضاوي، وكذا كتاب "المستخلص في تزكية الأنفس" لسعيد حوى، وغيرها من الكتب التي تتحدث عن الآخرة ككتاب الجنة والنار، والقيامة الصغرى، والقيامة الكبرى، ثلاثتها للشيخ الدكتور عمر الأشقر ـ رحمه الله ـ ومن المفيد أيضا أن تراجع أخبار أهل الزهد والإخلاص وفي مقدمتهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقرأ سيرهم في مظانها من كتب التراجم ككتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي وغيرها من الكتب النافعة.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني