السؤال
أنا صاحبة السؤال رقم: 2535048، وبدأت تأتي في نفسي وساوس أدفعها كثيرا، وأنا أجاهدها، لكن ما زلت غير قائمة بإكمال الحجاب.
يا شيخ هل في الفترة التي لم أقم فيها بالحجاب أكون عملت بما في نفسي؟ أنا خائفة، وعندي وساوس كرهتني في عمري.
أنا أريد أن تقول لي فقط هل ذلك شرك أم لا؟ هل حبطت أعمالي؟ هل أكون غير مشركة إذا أكملت الحجاب، إني أحاول يا شيخ. أريد فقط ردا على الوسواس، وأنا ناوية أعمله وأدرس علما نافعا، وأساعد أخواتي المحجبات، هكذا عزمت أنا وصديقاتي، وأنا أحاول الآن، لكن والداي لو أكملت هذه السنة بتفوق أقدر أسيطر. وادعو لي فأنا غدا أريد الخروج بحجابي. أرجوك ادعو لي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى الكريم أن يوفقك إلى كل خير، وأن ييسر لك أمرك، ويرزق والديك الصواب وسلوك سبيل الرشاد. ونؤكد لك هنا على ما ذكرنا لك بالفتوى السابقة من أنه لا علاقة لما أنت فيه بالشرك وحبوط العمل. وتكرار السؤال عن هذا الأمر قد يعزز الوساوس في قلبك، وهذا أمر مهم ينبغي أن تنتبهي له جيدا. واحرصي على المداومة على ذكر الله، فهو من خير ما تطرد به الوساوس والشكوك، هذا بالإضافة إلى المحافظة على الفرائض واجتناب الذنوب والمعاصي، وللمزيد راجعي الفتوى رقم 3086.
وطاعة والديك في أمر الحجاب قد علمت حكمه فيما سبق، فاحرصي على حجابك، وإن غضب والداك عليك في بداية الأمر فسيرضيان في نهايته إن شاء الله، ففي سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
هذا مع العلم بأن الحجاب لا يشترط له لباس معين أو لون محدد، فكل لباس توافرت فيه شروط اللباس الشرعي فهو حجاب شرعا، وراجعي هذه الشروط في الفتوى رقم: 6745.
وننبه أيضا إلى أن الحجاب قد يطلق ويقصد به تغطية الوجه، والأمر في هذا أهون مما يتعلق بستر باقي الجسد، ففي تغطية الوجه خلاف بين الفقهاء أوضحناه في الفتوى رقم: 5224، ورجحنا فيها القول بالوجوب، ولكن لا بأس عند الحاجة بالترخص والأخذ بقول من ذهب إلى عدم الوجوب، فقد صرح أهل العلم بجواز العمل بالرخصة من أجل دفع الحرج، وانظري كلامهم في الفتوى رقم: 134759.
والله أعلم.