السؤال
أتمنى من الله أن أجد ضالتي لديكم. هناك شخص أعجب بأختي، وأخبرها بذلك، وأنه أحبها، ويريد الزواج منها، ولكن بعد كم يوم أخبرها بأنه تارك للصلاة، وشارب للخمر، وزان، ومرتش، ويأكل الحلال والحرام، وطلب منها أن تعطيه فرصة، وأن لديه الإرادة والعزيمة على التوبة، ويريدها أن تظل إلى جانبه حتى يترك هذه الأمور، وهو يلح عليها كثيرا، ويرسل لها رسائل على الموبايل والفيس كثيرة جدا، يطلب منها أن تعطيه فرصة، وأنا لا أريدها أن ترتبط به؛ لأني أخاف عليها من المستقبل، ولكنها مترددة نوعا ما؛ لأنه يقول إنه سيتوب على يديها إن هي أعطته فرصة.
أرجو الرد بسرعة فضلا وليس أمرا، أرجوكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على هذا الشاب أن يبادر إلى التوبة بغض النظر عن أمر زواجه من أختك أو لا، فالتوبة واجبة على الفور، ومن جميع الذنوب، فما يدريه فقد يدركه الموت ولا يتمكن من التوبة، ولمزيد الفائدة بهذا الخصوص راجعي الفتويين: 22293- 28748.
فالواجب أن ينصح هذا الشاب، وليكن ذلك برفق ولين، فإنه قد أتى كثيرا من الموبقات، وخاصة ترك الصلاة، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من تركها ولو تهاونا لا جحدا لوجوبها كما أوضحنا في الفتوى رقم 1145. ومن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، فلا يستغرب منه بعد ذلك زناه أو شربه الخمر وأكله السحت. ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 26237، 1108، 31367.
وأما بالنسبة لأختك فماله ولها، ومالها وله، فإنه أجنبي عنها يجب عليها اجتنابه تماما. فإن تاب إلى الله تعالى، واستقام أمره، فلتقبل به خاطبا وزوجا، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
وإن لم يتب فلتصرف النظر عنه تماما، ولا تنتظر توبته وصلاحه، فالأعمار محدودة، وهي امرأة فربما لو تاب صرف النظر عنها وتزوج من غيرها، وربما أضاع عليها جزءا كبيرا من عمرها، وتقدمت بها السن ولم يرغب فيها الخطاب فتصير عانسا.
ولتكن على حذر دائما، فهنالك ذئاب بشرية تنصب شراكها للفتيات، وتلقي عليها معسول الكلام وزخرف القول، حتى إذا أوقعها أحدهم في حبائله نال ما أراد منها، وأفسد عليها دينها وعرضها ثم تركها، قال الله عز وجل: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ {الأنعام:112}.
وما أكثر الحوادث في هذا السياق ، والحر تكفيه الإشارة.
والله أعلم.