السؤال
عندي مشكلة طبية في جهاز الإخراج ـ أكرمك الله ـ وهي أن الغائظ لا يخرج بسهولة بسبب اتساع المنطقة، ويحتجز في المنطقة مما يسبب لي ريحا مستمرة مع فقاعات غازات وحركات في الدبر وأصوات وآلام وعدم راحة، وإذا خرج الغائط فإنه خروجه لا يتوقف بالساعات، ويخرج على هيئة إفرازات أو إسهال، مما يسبب لي حرجا كبيرا جدا في الصلاة، فأنا أستقيظ لصلاة الفجر قبل الصلاة بوقت، وأحيانا لا أستيقظ إلا قبل خروج الوقت بقليل وأجد الريح والحركات وكأن الغائط قد حبس، فأحاول إخراجه فلا أستطيع، فأصلي على حالي مع الحركات والريح والفقاعات، وأستيقظ لصلاة الظهر بنفس الحال، ثم بعد الصلاة مباشرة يخرج الغائظ مني، ولا يكتمل خروجه مما يضايقني في الصلاة بالأصوات وإفرازات الغائظ والحركات والريح، فكيف أتطهر وأصلي، علما بأنه أحيانا يدخل علي وقت الصلاة فأكون خارج المنزل ولا أستطيع أن أتردد على دورات المياه لقضاء الحاجة باستمرار، كما أعمل في المنزل، لأنني في المنزل قبل كل صلاة أتردد على الحمام أكثر من مرة لإخراج الغائظ، ومع ذلك يبقى جزء لم يكتمل خروجه ولا يخرج إلا بماء ساخن مع إدخال الأصبع ـ أكرمكم الله ـ وعلي صلوات كثيرة أعيدها بسبب هذا الشيء، ونفسيتي تقد تعبت جدا ولا أخرج من البيت أوقات الصلاة خوفا من هذا الشيء، وأيضا يتعبني جدا انقطاع البول، فهو لا ينقطع بسهولة، وعندما ينقطع أشعر في الصلاة وكأنه ينزل، فما الذي يلزمني فعله لكل صلاة؟ وكيف أتطهر لأداء العمرة، وفي هذه الحالة فإنني أصلي كل صلاة أكثر من مرة، حيث أنتظر الوقت الذي لا يكون فيه الغائظ محتجزا... وأقوم بإعادة جميع الصلوات، وأحس أنني ابتدعت في الدين، لأنني يوميا أعيد كل صلاة أكثر من مرة، فهل علي كفارة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا بشأن ما تعانين منه، أما من الناحية الشرعية: فإن ما يحصل لك من الحدث له حالان:
1ـ إذا كان الحدث يتوقف وقتا يمكنك فيه فعل الوضوء والصلاة، فإنه يجب عليك أن تتوضئي وتصلي في الوقت الذي تعلمين أن الحدث يتوقف فيه.
2ـ إذا لم يكن توقف الحدث منضبطا أو كان لا ينقطع وقتا يتسع لفعل الوضوء والصلاة، فحكمك أن تتوضئي بعد دخول الوقت وتصلين بذلك الوضوء الفرض وما شئت من النوافل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أبي حبيش أن تتوضأ لكل صلاة، ولا يضر خروج شيء مما ذكرت حال الصلاة أو خارجها، حتى يخرج الوقت، وما ذكرنا ينطبق على العمرة، فإن كان حدثك غير دائم فإنه يتعين عليك أن تفعلي الطواف في الوقت الذي يتوقف فيه الحدث، وإن كان الحدث مستمرا فقد بينا ما يفعل صاحب السلس عند الطواف، وذلك في الفتويين رقم: 38245، ورقم: 161985.
فعليك أن تتطهري ـ بعد التحفظ بما يمنع نزول النجاسة ـ عند إرادة الطواف، ولا يضرك ما خرج منك بعد ذلك، كما هو الحكم في الصلاة، أما السعي: فلا تشترط له الطهارة، وإنما تستحب فقط، ثم إننا ـ تعليقا على ما ورد في سؤالك ـ ننبهك إلى ما يلي:
1ـ إذا طبقت ما تقدم، فإن صلاتك صحيحة ولا تلزمك إعادتها، بل لا يشرع لك ذلك، لما يجر له من الوسواس، ولما قد يفضي إليه من الا بتداع في الدين، وانظري الفتوى رقم: 631، حول ضابط البدعة.
2ـ يبدو أن لديك شيئا من الوسواس، بدليل قولك: وعندما ينقطع أشعر في الصلاة وكأنه ينزل أيضا ـ فإذا كان الحال كذلك، فعليك أن تعرضي عما توسوسين فيه وتتجاهليه بالكلية، فذلك هو العلاج الناجع للوسواس، وانظري الفتوى رقم: 51601.
ثم إن ما تشعرين به وما تشكين فيه من خروج الحدث سواء كنت داخل الصلاة أو خارجها لا اعتبار له، فلا تعيريه أي اهتمام حتى يصبح الأمر متيقنا، إذ الأصل أنه لم يخرج منك شيء.
3ـ ينبغي التنبه إلى أن وجود الشخص خارج البيت ليس عذرًا لتفويت الصلاة أو تأخيرها عن وقتها، وإذا حان الوقت فينبغي للمرء أن يبادر إلى أداء الصلاة، وخصوصًا إذا كان ممن يحتاج وقتًا طويلًا في قضاء الحاجة.
أما النائم: فلا حرج عليه، لأن القلم مرفوع عنه حتى يستيقظ، فعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني.
والله أعلم.