السؤال
هل هناك أصل في الشرع يدل على أن سورة يوسف لا تقرأ على النساء؟ حيث فاجأني أحد الأشخاص مرة بهذا القول ولم يأت لي بدليل. فأفيدونا، وجزاكم الله خيراً.
هل هناك أصل في الشرع يدل على أن سورة يوسف لا تقرأ على النساء؟ حيث فاجأني أحد الأشخاص مرة بهذا القول ولم يأت لي بدليل. فأفيدونا، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نعثر بعد البحث على أصل للقول بأن سورة يوسف لا تقرأ على النساء، بل قد روى البخاري عن عمرو بن ميمون أنه قال عن عمر رضي الله عنه: أنه كان إذا مر بين صفين قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللاً تقدم فكبر وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى. وروى عبد الرازق في مصنفه وكذا ابن أبي شيبة عن ابن الفرافصة عن أبيه قال: تعلمت سورة يوسف خلف عمر في الصبح.
ومعلوم أن النساء كن يشهدن الصلوات في المسجد يدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت امرأة لعمر رضي الله عنه تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد، فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر رضي الله عنه يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.
وما وقع من قراءة عمر رضي الله عنه لسورة يوسف في صلاة الفجر قد وقع أيضاً لعثمان رضي الله عنه، فقد روى مالك في الموطأ عن الفرافصة بن عمير الحنفي قال: ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان إياها في الصبح من كثرة ما كان يرددها لنا.
فدل ذلك أن هذا الأمر جائز، لكن أنكر ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ما يفعله بعض الناس من قصد إسماعها للنساء حباً للفاحشة، حيث قال: فمن الناس والنساء من يحب سماع هذه السورة لما فيها من ذكر العشق وما يتعلق به لمحبته لذلك ورغبته في الفاحشة حتى أن من الناس من يقصد إسماعها للنساء، وغيرهن لمحبتهم للسوء. انتهى.
ولا ريب أن فعل ذلك بهذا القصد فسق.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني