السؤال
هناك حديث ينسب إلى الرسول صلى الله علية وسلم وهو: "الغناء ينبت في القلب النفاق، كما ينت الماء البقل" فما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟ و إذا لم يكن حديثًا، فمن قاله؟ وجزاكم الله خيرًا.
هناك حديث ينسب إلى الرسول صلى الله علية وسلم وهو: "الغناء ينبت في القلب النفاق، كما ينت الماء البقل" فما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟ و إذا لم يكن حديثًا، فمن قاله؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأثر المذكور يروى مرفوعًا، وموقوفًا، إلا أن رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح، كما قال العلماء، جاء في نيل الأوطار: وفي الباب أيضًا عن ابن مسعود عند أبي داود، والبيهقي مرفوعًا بلفظ: الغناء ينبت النفاق في القلب ـ وفيه شيخ لم يسم، ورواه البيهقي موقوفًا، وأخرجه ابن عدي من حديث أبي هريرة، وقال ابن طاهر: أصح الأسانيد في ذلك أنه من قول إبراهيم. اهـ.
وفي فيض القدير: تعليقًا على هذا الأثر: وهو ضعيف، وقال النووي: لا يصح، وأقره الزركشي، وقال العراقي: رفعه غير صحيح؛ لأن في إسناده من لم يسم. اهـ.
ومن ثم: فالصحيح أن الأثر المذكور موقوف على ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ، جاء في الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الْبَقْلَ ـ قَالَ النَّوَوِيُّ: لَا يَصِحُّ، وَقَالَ ابْنُ قُدَامَةَ فِي الْمُغْنِي: الصَّحِيحُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ. اهـ.
وجاء في موسوعة الألباني في العقيدة: ومن الآثار السلفية الدالة على حكمة التحريم:
أولًا: عن ابن مسعود قال: الغناء ينبت النفاق في القلب، ثم بين الإمام صحة الأثر ثم قال: وقد روي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن في إسناده كذاب؛ ولذلك خرجته في الضعيفة رقم: 6515. اهـ.
وراجعي لمزيد الفائدة حول أحكام الغناء الفتويين رقم: 128375، ورقم: 21716.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني