السؤال
أكره أختي كرها شديدا، وحاولت كثيرا إصلاح صورتها في قلبي لكنني لا أستطيع، والله لا أستطيع، أكرهها لأخلاقها وصفاتها، ولأنها تعارضني في كل شيء، لكن هذا ليس السبب الحقيقي، بل أكرهها لأنها تستهزئ بي إن رأتني ارتديت الحجاب حتى إن أمي انجرّت وراءها، وتستهزئ هي وأمي مني دائما إن ارتديت شيئا فضفاضا، ومع أن كلماتهن تجرحني فإنني أسكت، وذلك السكوت يزيدني كرها لأختي، ولم أعد أطيقها، كما أنها ـ أي أختي ـ متلاعبة بالصلاة، وحياتها كلها تملؤها المحرمات من غناء وفسوق... ولو ماتت فلا أظن أنني سأبكي عليها بدمعة واحدة وخائفة على نفسي من هذا، وأخاف أن يفسد علي قلبي، فهل أنا آثمة لأنني أشعر بهذا تجاهها؟ مع أنني والله أحاول التآلف معها ولكنني لا أقدر، فماذا يجب علي أن أفعل تجاه هذا الشعور؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهدي أختك ويرزقها الاستقامة، وقد بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 241084، 237952، 145815 أن بغض القريب العاصي على معصيته مشروع، ولكنه بغض من وجه دون وجه، فيبقى حبه لإسلامه وقرابته.
ولك أن تهجريها بسبب معصيتها، والعبرة في ذلك بالمصلحة المترتبة عليه، فإن كان الهجر يفيد في إصلاحها فهو أولى، وإن كان الأصلح لها الصلة مع مداومة النصح، فالصلة أولى، وانظري الفتوى رقم: 14139.
وننبه إلى أنه ينبغي للمؤمن أن يتسع قلبه رحمة, ورأفة للعصاة, ويرجو لهم الهداية والتوبة، ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية، فإنه لا يكره العاصي لذاته، وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في طريق الهجرتين في مشاهد الناس في المعاصي:.. أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم، مع إقامة أمر الله فيهم، فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم، لا قسوة وفظاظة عليهم..
فارحمي أختك، وادعي لها، وحضيها على الصلاة، وراجعي بشأنها الفتوى رقم: 6061.
وذكريها وذكري أمك كذلك بأدب ولين بحرمة الاستهزاء بالمسلم خصوصا إذا كان ذلك لالتزامه بشعائر دينه كالحجاب، فالحجاب شعيرة عظيمة فيها ستر للمرأة وعفاف لها، وبالتزامها به ترضي ربها، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 15186، 243712.
وبخصوص الموسيقى والغناء راجعي الفتوى رقم: 63027.
والله أعلم.