السؤال
هل يوجد حديث شريف يدل على أن العمل عبادة.. أفيدوني جزاكم الله خيرا وشكرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين أن العمل المباح لتحصيل الرزق، متى قصد به طاعة الله تحول إلى قربة وعبادة يثاب عليها صاحبها، فمن ذلك ما روى الطبراني «المعجم الأوسط» (٧/ ٥٦) عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ» وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم: 1428.
فقد بين الحديث أن المكلف متى خرج يسعى على ولده صغاراً، أو يسعى على أبوين شيخين كبيرين، أي يسعى على ما يقيم به أودهم فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها أي عن المسألة للناس أو عن أكل الحرام، فهو أيضاً في سبيل الله وهو مثاب مأجور والخروج فيه كالخروج للجهاد. وإن كان خرج يسعى لا لواجب أو مندوب بل رياء ومفاخرة بين الناس فهو في سبيل الشيطان.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني