السؤال
ما حكم قول البنت للشاب أو الشاب للبنت في المواقع والمنتديات كلمات مثل: يا غالية، منورة، يا عزيزتي، الموقع نور بك، النور نورك، موضوعك راق وجميل مثلك.
وما حكم استخدام كلمات فيها دلع كأن يقول الشاب للبنت: يا زهورة لأن اسمها زهرة مثلا؟
أرجو منكم ردا مختصرا، وهل تجوز هذه العبارات والتلاطف بين الجنسين؟ وما حكم البنت التي ترضى بهذه الكلمات وتتفاعل مع الشباب وتدردش معهم رغم أنهم يقولون لها هذه الكلمات؟.
علما أن الكثير يقولون أنه عادي ونحن مثل الإخوة، فبما تنصحهم؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما ذكرت من الحديث لغير حاجة، وهو ذريعة إلى المحرم، مع ما في هذه العبارة من إثارة للفتنة، وإفساد للقلب، وهو من خطوات الشيطان إلى الحرام، وقد قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ {النور:21}. وإن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، والكلام بين الجنسين ومراسلتهم وإنشاء علاقة معهم من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام، وقد يزين الشيطان لكما ذلك بأن نيتكما سليمة أو أنكما مجرد زملاء، فاحذروا خطوات الشيطان، وقد نص الفقهاء ـ رحمهم الله ـ على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، فقال العلامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة. انتهى. وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعاً للمفسدة. انتهى.
والذي ينبغي على من خوطبت بذلك أن تعتزل تلك الصفحات، وتخاف على دينها، ودين هؤلاء الشباب؛ فللنساء فتنة عظيمة تخوف منها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، فقال: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وقولهم : إننا مثل الإخوة، من تزيين الشيطان ومكره، ولو كان للأجانب حكم الأخوة لما حرمت المصافحة ولا الخلوة ولا وجب غض البصر! وراجع للفائدة الفتوى رقم: 237316.
والله أعلم.