السؤال
أخي وأختي لا يريدان أن يتكلما معنا بالرغم من المحاولات الكثيرة والإهانات المتعددة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يصل رحمه ولا تجوز له قطيعتهم، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد:21 ].
وقال سبحانه: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].
وحذر الله تعالى من القطيعة فقال: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:23].
وروى أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله، وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، فجئت في الناس لأنظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: يا أيها الناس أفشو السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. صححه الألباني.
فإذا تعرض الواصل للإساءة والإعراض من قبل أرحامه فلا يحملنه ذلك على قطيعتهم؛ بل عليه أن يصبر ويحتسب ذلك عند الله وليأتهم بالتي هي أحسن، فإنه ما يزال معه من الله ظهير ما دام واصلا لهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوننني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم، عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل (أي الرماد الحار) ولا يزال معك
من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم.
فإذا كان ثَمَّ سبب يمنعهم من أن يتكلموا معكم فالواجب أن يزال هذا المانع حتى تعود الأخوة إلى مجراها من غير مشاكل ولا قطيعة، وراجع الفتاوى التالية:
13685 -
24833 -
4417 -
12835.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني