السؤال
ما حكم رجوع الزوجة إلى زوجها بعد زواجها مرة أخرى بعد أن حكمت عليه بكفره باعتقادها اعتقاد فاسد، ثم تبين لها بطلان هذا الاعتقاد، وأن زوجها ليس بكافر؟
بعد ست سنوات من الزواج تعرفت الزوجة على مجموعة من الخوارج والغلاة (الذين يحكمون على العالم بكفره)، وأوهموها أن زوجها كافر ما دام لم يكفر العالم، أو لم يحكم بكفر العالم، حتى وإن كان موحدًا، ويؤدي جميع الفرائض، ويحكم بكفر الطواغيت، فصدقت المرأة هذه الطائفة، وحكمت بكفر زوجها إرضاء لله؛ لأنها تبحث عما يرضي الله، وتركته وتوجهت لهذه الفئة، وسكنت بسكن منفرد تحت رعايتهم إلى أن أوهموها بأنها لا بد أن تثبت براءتها منه، وذلك بأن تتزوج بأحد هؤلاء الأشخاص الذين لا يرون أحدًا مسلمًا في العالم إلا هم، بالرغم من أنها تريد زوجها، وتريد أن تهديه للحق! فوافقت على الزواج من أحدهم بعد محاولات منه لإقناعها بالزواج، ولأنها كانت ترفض مبدأ الزواج من غير زوجها الذي حكموا بكفره، وبعد أن أوهمها هذا الشخص أنه ليس برجل كامل (أي: لا يستطيع معاشرتها جنسيًّا)، وإنما هو يريد الزواج منها لكي يساعدها على البراءة من زوجها الكافر، ولكي لا تكون بمفردها! وأوهمها أن محبة المشرك شرك، وأن ترك الزواج من مسلم من أجل انتظار هداية كافر شرك! فوافقت على الزواج من هذا الشخص بعد أن عرفت أنه لا يستطيع معاشرتها جنسيًّا؛ لأنها لا تريد معاشرة أحد غير زوجها، واشترطت شروطًا، منها:
1- أنهما يكونان أخوين، لا علاقة بينهم.
2- في حالة دخول زوجها الإسلام معها، وتكفيره العالم، ترجع إليه.
3- أن لا يتزوج هذا الشخص عليها، وأن لا يتركها منفردة لأي سبب.
وتم اشتراط هذه الشروط مع اعتقادها أن هذا الشخص ليس برجل كامل.
وقام من يدعي أنه أمير لهذه المجموعة مقام وليها؛ لأنها لا ولي لها، لأنهم أيضًا أوهموها أن أهلها كلهم كفار، ما داموا لم يحكموا بكفر العالم، وأتى بشاهد واحد على العقد، والشاهد الآخر تواصلوا معه عبر برنامج الفايبر، وأخبروه بمضمون العقد، فقال: أوافق كشاهد على هذا العقد من خلال الفايبر. وقام أحدهم بالتوقيع على هذا العقد مكانه، ووقع الشاهد الآخر.
وبعد أن تم الزواج لم يتركها هذا الشخص حتى تم اللقاء بينهما، ومعاشرته إياها أكثر من مرة بحجة أنه يريد أن يرى نفسه هل هو سليم أم لا؟ بأساليب شيطانية!
وبعد مرور عشرين يومًا أو أكثر تبين لها بطلان منهج هؤلاء الغلاة، وأنهم لا يريدون إلا متاع الحياة الدنيا، وأنهم أصلًا معاملاتهم وتصرفاتهم لا تمت للإسلام بشيء، فندمت الزوجة على فعلتها بعد ذلك، حتى تمكنت من الخروج من عندهم؛ لأنهم إن علموا أنها تريد الرجوع لزوجها فإنهم يحكمون بكفرها، ويستحلون دمها ومالها!
فما حكم هذا الزواج، وهذا العقد، واشتراط هذه الشروط؟
وما حكم رجوعها لزوجها الأول؟ حيث قام بمحاولات عديدة للوصول إلى مكانها حتى وصل إلى مكانها، وأخذها معه، وعلم ما حصل معها من هذه الفئة الضالة، وعرف أنها فعلت هذا الفعل لأنها كانت تريد إرضاء الله -عز وجل-. وهل لها عدة أم ماذا -بالتفصيل بارك الله فيكم -؟
وجزاكم الله خيرًا.