السؤال
حكم قول يارب وأنت أعلم بالباقي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تعنين أن يقول الداعي في دعائه ما معناه:"يا رب، لن أذكر ما أريد، فأنت أعلم بما أريد"، فهذا يتنافى مع ما أمر الله به من دعائه، ومحبته لإلحاح عبده فيه، ويتنافى مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، فإنه كان يتلفظ بما يريده من ربه، ولا يسمى دعاءً ما لم يتلفظ به، كما بيناه في الفتوى رقم: 27312، وانظري -لزيادة الفائدة- الفتوى رقم: 62331.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وسؤال العبد لربه حاجتَه من أفضل العبادات؛ وهو طريق أنبياء الله، وقد أمر العباد بسؤاله فقال: واسألوا الله من فضله. ومدَحَ الذين يدعون ربهم رغبة، ورهبة. ومن الدعاء ما هو فرض على كل مسلم، كالدعاء المذكور في فاتحة الكتاب. اهـ.
وهذا كقول من يترك الدعاء، ويقول:"حسبي من سؤالي علمه بحالي"، وقد بين أهل العلم بطلان هذا القول شرعاً، وقد بينَّا ذلك في الفتوى رقم: 131530.
قال ابن تيمية: وهو خلاف ما أمر الله به عباده من سؤالهم له صلاحَ الدنيا والآخرة، كقولهم: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}، ودعاءُ الله، وسؤالُه، والتوكلُ عليه عبادةٌ لله مشروعةٌ بأسباب، كما يقدِّر بها، فكيف يكون مجردُ العلم مُسقطاً لما خلقه له، وأمره به؟. اهـ.
وإن كنتِ تقصدين غير هذا المعنى، فبينيه لنا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني