السؤال
شخص كان يشاهد الأفلام الإباحية، وترعرع في الغرب، وأمه كانت تنكر عليه، ومضى زمان وقد ترك هذا الفعل، لكن عاد إليه بعد الزواج قبل طلاقه، وكان في بلد مسلم، ورأى اسم أمه مكتوبًا في أحد الأفلام في الإنترنت، وهي من هذا الفعل بريئة، وهو الآن يستحيي منها، ويدعو لها، وبدأ بصيام التطوع، وقيام الليل، وصلاة الجماعة، وغير ذلك، لكن من حين إلى آخر يقع في الاستمناء، ولا يقدر على الجماع بسبب الدواء وكثرة الاستمناء، فيخجل من الزواج، فما النصائح لهذا الرجل حتى يستقيم أمره؟ وكيف يدافع عن عرض أمه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم مشاهدة الأفلام الجنسية، وما تجر إليه من الاستمناء، ويجب عليه أن يبتعد عنها، وعما يدعو إليها أو يقرب منها؛ فقد قال الله -عز وجل-: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30-31}.
وتجب التوبة مما سبق، وعليك اتباع بعض الوسائل التي يمكن أن تقي من الوقوع في هذه الرذائل، ومن أهم هذه الوسائل: الزواج، ولا يسوغ الامتناع عن الزواج بسبب دعوى العجز عن الجماع؛ فإن قيام الشخص بالاستمناء ونظر المحرمات يدل على رغبته، وانتشاره، وقدرته على الاتصال بزوجته، ولو أنه عجز عن الزواج فعليه بالصوم، كما أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- الشباب بقوله: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أخرجه البخاري، ومسلم.
وهنالك توجيهات أخرى للوقاية من مثل هذه المعاصي، راجعها بالفتوى رقم: 100870.
وأما عن موضوع الوالدة: فمجرد رؤية الاسم لا تبيح اتهامها بالسوء من غير بينة، فالأصل حمل أمر المسلمين على السلامة حتى يتبين خلافها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
ثم إن هذا الاسم يمكن أن يكون اسم شخص آخر اشترك معها في التسمية، وقد يكون من افتراء الناس، ولا نرى أنه ينبغي لك السعي في الدفاع عنها؛ لأنه يُخشى أن يسبب ذلك لها اتهام الناس إياها.
والله أعلم.