السؤال
أصابتني الحيرة في صحة وضوئي وصلاتي من بعده لحدوث أمر ما أثناء الوضوء، ولكني كنت على غالب ظني أنني أحسنت التصرف، وأن وضوئي وصلاتي صحيحة، وبقيت على هذه الحيرة خاصة من خوفي أني بهذا أكون قد تهاونت في أمر الصلاة، وكنت متعمداً في تركها، وبعد هذه الحيرة الطويلة نظرت في ساعة هاتفي فظننت أن لدي وقتا كافيا لأن أتوضأ وأصلي مجدداً عملاً بالأحوط حتى أرتاح من حيرتي، ثم بعد أن توضأت وجئت لأصلي نظرت في هاتفي لأتأكد من بقاء وقت كاف لأدائي الصلاة، فوجدت أن شروق الشمس قد مر تقريباً في الوقت الذي عقدت فيه العزم على إعادة الصلاة، ولكني كنت لا أدري ذلك فقد كنت أظن أن شروق الشمس بعد هذا التوقيت، فهل في حالتي تلك أكون قد وقع مني الكفر ـ أعلم بكونكم تأخذون برأي عدم كفر تارك الصلاة ولكني أستميحكم عذراً أن تجيبوني عن سؤالي هذا من وجهة نظر من يقولون بكفر تارك الصلاة؛ لاعتبارها الافتراض الأسوأ حتى يرتاح قلبي أنه حتى في الافتراض الأسوأ لم أكفر بذلك ـ شكراً لكم مقدماً ووفقكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ الوسواس منك مبلغا عظيما، فأدرك نفسك قبل أن يتمادى إلى ما لا تحمد عقباه.
وننبهك أنه كان الواجب عليك ألا تعيد الوضوء ولا الصلاة؛ فالشك بعد حصولهما لا يلتفت إليه، لا سيما مع الوسوسة، وانظر الفتوى رقم: 115623.
ومن يكفر تارك الصلاة متعمدا، لا يدخل فيه الصورة المذكورة، فأنت أولا صليت الصلاة، وتريد الإعادة احتياطا، ثم إنهم لا يُكفِرون في صورة الاشتغال بشرط الصلاة، قال ابن قدامة في عمدة الفقه: ولا يحل تأخيرها عن وقت وجوبها إلا لناو جمعها أو مشتغل بشرطها، فإن تركها تهاونا بها استتيب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل. انتهى.
ثم إنك لم تتعمد الترك، وإنما ظننت أن الوقت ما زال باقيا.
فأعرض عن هذه الوساوس، واعلم أن الشيطان يخادعك لتخرج الصلاة عن وقتها.
وننبهك على أمر مهم، وهو ألا تُفتي نفسك، فالواجب عليك العمل بفتوى العالم، فإن التزمت ذلك سلمت من كثير من ضرر الوسوسة إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 251344.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.