السؤال
أنا أحببت واحدة عن طريق الإنترنت، وهي في الجامعة معي، وعرفنا بعضنا، وتواعدنا على الخطبة، وحصل بيننا علاقة جنسية كاملة عن طريق الهاتف ومحادثة الإنترنت، وعندما تحدثت مع أهلها عني لخطبتها رفض أهلها لبعد المسافة بيننا، وندمنا أشد الندم على ما حدث بيننا، فما الواجب علينا فعله للتكفير عن ذنوبنا؟ حيث إننا تبنا ورجعنا إلى الله. وهل وقعنا في حكم الزنا؟ ولكي نكفر عن ذنوبنا ونمحو ما حدث فما علينا فعله أنا وهي حيث تم خطبتها لشخص آخر؟
وفي النهاية أشكر فضيلتكم على الاستماع إلى سؤالي، ودمتم في رعاية الله وحفظه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يعرف بعلاقات الحب بين الشباب والفتيات سواء كانت تلك العلاقات عبر الإنترنت أو الهاتف أو غيرها، فكلها منكرة لا تجوز، وهي باب شر وفساد.
وما حصل بينك وبين تلك الفتاة فهو منكر بلا ريب، و ليس هو من الزنا الحقيقي الذي يوجب الحد، لكنّ ذلك لا يعني التهوين من تلك العلاقة المحرمة، فهي معصية قبيحة، وإثم مبين، وهي من الزنا المجازي، فقد سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه" (متفق عليه).
وكفارة ما حصل بينكما هي التوبة النصوح، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب.
فاقطع علاقتك بتلك الفتاة، وبادر بالتوبة إلى الله -عز وجل-، واحذر من التهاون في شأن النساء، وإن كنت قادرًا على الزواج فبادر به، إعفافًا لنفسك وصونًا لها عن الحرام.
والله أعلم.