السؤال
في حديث: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
سمعت هذا الحديث من الشيخ في المسجد اليوم، ويا ليتني سمعت به قبل ذلك! منذ أسبوع طلبت من والدي أن يرقيني لعدم قدرتي على المذاكرة، ومع أنني دائما -وحتى قبل معرفتي بهذا الحديث- موقن بأن كل ما في الكون هو مجرد سبب، وأن الشافي والموفق هو الله -عز وجل-.
- فهل أنا بذلك خرجت من السبعين ألفًا على الرغم بجهلي السابق بالحديث؟
- هل إذا رقى الفرد منّا نفسه يخرج منهم؟
- ما معنى كلمة يكتوون؟ وهل تطبق في زمننا هذا؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في طلب الرقية والتداوي؛ فقد شرع لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرقية والتداوي في أحاديث كثيرة، منها: ما رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن أسترقي من العين"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "تداووا عباد الله؛ فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء". رواه أصحاب السنن. إلى غير ذلك من الأحاديث.
والحديث الذي أشرت إليه حديث صحيح رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما، وقد اختلف العلماء في المراد بالذين لا يسترقون، فقيل: لا يسترقون على طريقة أهل الجاهلية الذين يعتقدون أن الأدوية نافعة بطبعها، ولا يفوضون الأمر إلى الله تعالى، وهذا اختيار ابن حبان في صحيحه، وقيل: الذين لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم لكمال توكلهم على الله وتعلق قلوبهم به، ورجح هذا النووي في شرحه على صحيح مسلم. وانظر للاستزادة الفتويين: 110983 ، 112245.
فمن طلب الرقية وقلبه متعلق بالراقي فلا شك أنه خارج من السبعين ألفًا، أما من طلب الرقية وهو مفوض أمره إلى الله ويعتقد أن الراقي مجرد سبب: فطلبه هذا لا يخرجه منهم على قول ابن حبان.
وأما كلمة يكتوون: فمعناها: يتعالجون بالكي، وهو الإحراق بالنار، وهو آخر العلاج -كما يقال- وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 35000، 28323.
أما عن سؤالك "وهل يطبق الآن -أي: الكي-": فالجواب: نعم يطبق الآن، وهناك متخصصون في العلاج به.
والله أعلم.