السؤال
عند القيام بترجمة أعمال أدبية خاصة بالأطفال لكتّاب من ديانات وثقافات أخرى غير مسلمة، تحتوي على فوائد سلوكية وثقافية من جهة، واختلافات دينية وعقائدية من جهة أخرى، هل يصبح التصرف بالاختلافات اللفظية الدينية الواردة بتلك الأعمال، وتحويلها لما يخدم الإسلام واجباً شرعيا؟ أم هو أمر متروك للمترجم ليترجمه كما هو؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا عاجلا للأهمية القصوى.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تمنع الشريعة في الجملة من الانتفاع بكتابات الكتاب غير المسلمين، طالما لم تصادم القيم والمبادئ التي تشتمل عليها هذه الكتابات عقيدةَ المسلمين وأخلاقَهم، فإذا اشتغلتَ بترجمة بعض الأعمال الأدبية التي كتبها هؤلاء، واشتملت تلك الأعمال على ما يضرُّ بأطفال المسلمين في عقيدتهم وأخلاقهم، فيجب عليك حذف هذه المواد الضارة، واستبدال غيرها ـ مما يتوافق مع دين المسلمين ـ بها، واذكر في مقدمة ذلك الكتاب المترجَم أنك أثناء الترجمة تصرَّفتَ بعض التصرف بما لا يُخل بمقصود الكتاب، وبيِّن أن الحامل على ذلك التصرُّف هو الحرص على أبناء المسلمين، والنصيحة لهم، ولو وضعت ما كان من صُنعك ـ مما ليس في أصل المادة المترجمة ـ بين قوسين حاصرَين هكذا [ ]، وأشرت في المقدمة إلى أنك ميَّزت ما كتبته بقلمك عن الأصل لكان حسنًا.
وقد كان يفعل ذلك وأكثر منه الأديبُ الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي في الروايات التي قام بتعريبها ونَشْرِها في بلاد المسلمين، حتى إنه كان يجعل بعض شخصيات الرواية من الكافرين يحتجُّ ببعض آيات من القرآن الكريم! ومع ذلك تقبَّل القُراء من المنفلوطي أعمالَه بقبول حسن، وانتفع بها الشباب أيما انتفاع. وانظر للفائدة الفتوى رقم: 115300.
والله أعلم.