السؤال
أنا أعاني من وسواس النظافة -شفاني الله ومن يعاني منها-، ذهبت لاستراحة وكان بها مسبح، وتغير لونه بعد الأطفال، قامت أختي بأخذ غسال من مسكة الباب ومن أطراف المرحاض ووضعته في شنطتي باعتقادها أنه طاهر، فقمت بغسيل شنطتي بعد استخراجه. لكن هل عند مسك المنديل أصبحت يدي ويد أختي نجسة؟ وهل أي شيء أمسكه بعدها يبقى نجسًا؟ علمًا بأن أختي لمست شعر أخي بعد المسبح. وهل كل شيء لمسناه في السيارة وغيره أصبح نجسًا ممكن أن يجف بالشمس والجفاف والريح؟
وجزيتم خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة من أعظم الأدواء وأخطر الأمراض التي تصيب العبد، والواجب عليك أن تسعي في علاج هذا الداء ما أمكنك، فإن الاسترسال مع الوساوس مما يجلب الشر على العبد، ويضيع عليه مصالح دينه ودنياه، ولا علاج للوساوس أفضل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.
ولم يتضح لنا ما قصدته بالضبط، وعلى العموم ننبهك إلى أن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم بنجاسة شيء إلا بيقين، ولو حصل اليقين بنجاسته فلا يحكم بانتقال النجاسة إلا بحصول اليقين بملامستها.
ومن ثم فإن أي شيء شككت في نجاسته فهو باق على أصل الطهارة حتى تتيقني يقينًا جازمًا بنجاسة ذلك الشيء، كما أنك إذا شككت في انتقال النجاسة من جسم لآخر فلا يحكم بانتقالها إلا بيقين أيضًا،
وإذا كان القصد من إيرادك -في بداية السؤال- للمسبح الذي تغير لونه بسبب الأطفال أن ما ذكرت بعد ذلك مترتب على هذه النقطة أو له علاقة بها، فإننا نفيدك بأن تغير لون المسبح بالأوساخ لا ينجسه، وقد سبق الكلام على هذا في الفتوى رقم: 184351.
وإذا حكمنا بطهارته فإن من اغتسل فيه ولمس شخصًا آخر وهو مبتل لا ينجسه، وإذا طرح فيه شيء وأُخرج منه -سواء كان ملابس أو آلة معينة- ووضع في شنطة أو غيرها فلا ينجسها؛ لأن ذلك الشيء غير متنجس أصلًا، وعلى هذا؛ فإنه لا وجه لغسل الشنطة، ولا لتنجس يدك ويد أختك، أو ما لمستما بعد ذلك.
والله أعلم.