السؤال
1-إن الله يتقبل جميع أنواع التوبة.
كيف تكون التوبة؟
2- كنت أكلم شابا منذ فترة، وكنت أعرف أن ذلك حرام، وأريد التوبة، ولكن لم أتب، وأجلت التوبة؛ لأَنِّي كنت أريد التحدث معه، وفي نفس الوقت كنت أفكر في التوبة. وبعد فترة، طلب هو مني عدم التحدث مع بعضنا البعض، ولست أنا من اختار هذا الشيء.
فماذا علي أن أفعل الآن؟ وهل أستطيع التوبة أم الوقت متأخر؟ وكيف أتوب؟ وهل سيغفر الله لي هذا الشيء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتوبة مقبولة من كل من أتى بها على وجهها، مستوفية لشروطها، وأركانها، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
ويعود التائب بعد توبته، كمن لم يرتكب ذنبا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فإذا علمت هذا، فإن التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، فإذا تبت من الذنب الذي ذكرته، وأقلعت عنه، وعزمت على عدم الرجوع إليه، سواء مع هذا الشاب، أو غيره، وندمت على ما حصل منك من التفريط، والتقصير، فتوبتك توبة صحيحة، مقبولة، ولبيان كيفية تحصيل الندم انظري الفتوى رقم: 134518.
ولا يفوت وقت التوبة ما دام الإنسان حيا، فالتوبة ممكنة من جميع الذنوب، ما لم تبلغ الروح الحلقوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي.
فاصدقي في توبتك، وأخلصيها لربك، وكفي عن الذنوب صغيرها، وكبيرها، واستقيمي على شرع الله تعالى، محافظة على الفرائض، مجتنبة للنواهي، وأحسني ظنك بربك تعالى؛ فإن في ذلك الخير العظيم.
والله أعلم.