السؤال
هناك أحد الدعاة شتم الصحابي الأقرع بن حابس وقال عنه: يا مهبول ـ لأنه أنكر على النبي صلى الله عليه وسلم تقبيل الأبناء وقال لي 10 من الأبناء لم أقبل أحدهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليه بأن ليست عنده رحمة، فما موقفنا من هذا الداعية الذي يشتم هذا الصحابي الجليل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأ من قال ذلك، فالصحابة كلهم عدول، ولا يجوز التعرض لأحد منهم بالسب، ففي الحديث: لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه. أخرجاه في الصحيحين.
وانظر في ذلك الفتوى رقم: 136054.
والأقرع ـ رضي الله عنه ـ واحد من هؤلاء الصحابة، وقد ترجم له الحافظ في الإصابة، وذكر جملة من مناقبه، ومنها: ثم مضى الأقرع فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندَل، وشهد مع خالد حرب أهل العراق وفيه الأنبار، وقال ابن دريد: اسم الأقرع بن حابس فراس، وإنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه، وكان شريفا في الجاهلية والإسلام، واستعمله عَبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش، وذلك في زمن عثمان، وَذَكَرَ ابن الكَلْبِي أنه كان مجوسيا قبل أن يسلم، وقرأت بخط الرضي الشاطبي: قتل الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه، والله أعلم. انتهى.
قلت: فلو صح ذلك، فهي منقبة عظيمة، عشرة مع أبيهم يستشهدون في معركة واحدة من خيار معارك المسلمين.
والله أعلم.