السؤال
شكرًا على هذا الموقع الجميل.
سؤالي كالتالي: هل ينتقم الله من الأولاد لأن والدهم ليس إنسانًا صالحًا لتعامله مع السحرة؟
لأننا نحن أولاده كل شيء مسدود في وجهنا (كالدراسة أو العمل)، والأمراض من كل جهة رغم أننا نحن الأولاد والأم ملتزمون بالصلاة والأذكار وقيام الليل وصيام الاثنين والخميس.
وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإنسان يؤاخذ بكسبه هو، ولا يؤاخذ بكسب غيره ولو كان أباه أو قريبًا له، وقد كان والد إبراهيم, وابن نوح وزوجته, وزوجة لوط، كفارًا, وهؤلاء الأنبياء -عليهم السلام- غير مؤاخذين بآثام أقاربهم هؤلاء, وفي هذا دليل على خطأ ما ذكرته من أن الأب إذا كان عاصيًا فإن الله ينتقم منه بأولاده أو بناته.
فإن الأصل أن يكون العقاب أو الجزاء لمن قام بالعمل أو ارتكب المحرم، فهذا هو العدل الذي قامت به السماوات والأرض، وهو الذي يوافق العقل السليم وتثبته شرائع الأنبياء السابقين، وتقره الشريعة الخاتمة، كما في قول الله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى {النجم: 36 ـ 41 }، وقول الله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: 164}. قال أهل التفسير: أي: لا تؤاخذ نفس بجريرة غيرها؛ كما قال تعالى: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ {البقرة: 286}، وكقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
والله أعلم.