السؤال
سمعت شيخًا ثقة متخصصًا في علم الحديث يقول: لا يلزم لمن يضعف رواية النضح العمل بها، فمنذ ذلك الوقت ولديّ أمر في علم الحديث لم أتوصل للصواب فيه: القرآن الكريم وما ثبت من السنة محفوظان تمامًا، وهما كلام الله سبحانه بلا شك، وعندما يكون هناك عالمان ثقتان ورعان تقيان من أهل الاجتهاد في علم الحديث، فيحسن أحدهما حديثًا، ويري رجحان تحسينه، فيعمل به، ويفتي بالعمل به، ويضعفه الآخر، ويري أيضًا رجحان تضعيفه، فيترك العمل به، والإفتاء به، ليس عن هوى بالطبع، بل لأن اجتهاد كل عالم قاده لذلك، ومعلوم أن الحديث الحسن من أقسام الصحيح، وهو حجة يؤخذ به، ففي حالة كهذه اختلف فيها الحكم على الحديث، فماذا نقول عليه؟ أثابت محفوظ أم ضعيف مردود؟ وما الجواب على تساؤل بداخلي يقول: كيف يتم الاختلاف على حديث من حيث التحسين، أو التضعيف، والسنة في الأصل محفوظة كالقرآن؟ حيث إن الحديث إن كان حسنًا فثابت، وفي هذه الحالة محفوظ، أما إن ضعف فغير ثابت، ومن ثم غير محفوظ، فكيف يجتمع الاثنان؟ فبالاختلاف في الحكم عليه يتم الاختلاف في كونه محفوظًا، ومن كلام الله، أو غير ثابت، ومن ثم ليس محفوظًا، فكيف يختلف في السنة سابقة الحفظ عند الله كالقرآن؟ وعند هذا الاختلاف ماذا نقول عنها (أي عن السنة، والتي هي هنا فيما أقصد الأحاديث المختلف في تحسينها من تضعيفها من عالم لآخر)؟ بارك الله فيكم
مع العلم أنه تساؤل عن يقين، وإيمان بالطبع، فلا يظهر لكم أني أتشكك ـ معاذ الله ـ فأنا -والحمد لله- في باب الأسئلة التي ظاهرها الشبهة لا أهتز، بل أوقن، وأتأكد تمامًا أن لكل سؤال جوابًا عند أهل العلم الثقات - جزاكم الله خيرًا-.