السؤال
هل يجب أن أخبر من يريد أن يُسلم، أنه إذا ارتد، حكمنا عليه بحكم الردة ؟
وما حكم من يقول إنه كان نصرانيا، على وجه التخفيف من خوف المحادث، ثم يبين أنه أسلم بعد ذلك؟
هل يجب أن أخبر من يريد أن يُسلم، أنه إذا ارتد، حكمنا عليه بحكم الردة ؟
وما حكم من يقول إنه كان نصرانيا، على وجه التخفيف من خوف المحادث، ثم يبين أنه أسلم بعد ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجب إخبار من يريد الإسلام بذلك، ولا بغيره مما قد لا يحسن فهمه، ولا يتعلق به صحة إسلامه، وإنما ينبغي أن يعلم أصول الإيمان، وأركان الإسلام ومحاسنه، مما يصح به إسلامه، ويقوى به إيمانه، وأن يكون ذلك بالتدرج المناسب لحاله.
قال ابن هبيرة في (الإفصاح عن معاني الصحاح): العالم ينبغي أن يربي الناس بالعلم تربية، ويغذيهم إياه تغذية، فيربيهم بصغار العلم قبل كباره، فيكون ربانيًا كما جاء في الحديث الآخر، ويوضح ذلك أن الطفل لما كانت معدته لا تقوى على هضم الأطعمة الغليظة، يسر الله له رزقه من ثدي أمه مدة طويلة، يتدرج فيها إلى تناوله الأغذية الباقية على جهتها .. فكذلك ينبغي للعالم أن يرفق بالناس في التعليم، فلا يعرض عقولهم لسماع ما تنكره، من قبل أن يتيقن قوة عقولهم لدفع الشبهة، وقبول الحجة، والكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وإلا عرضهم للتكذيب. اهـ.
ومثال ذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى أهل اليمن فقال له: إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا، فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم، فترد على فقيرهم. رواه البخاري ومسلم.
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود: فيه دليل على التدرج من الأهم إلى المهم في الدعوة، فيبدأ لهم بالأساس الذي إذا أتوا به انتقلوا إلى غيره. اهـ.
وقد سبق لنا التنبيه على ما ينبغي مراعاته في ترغيب حديث العهد بالإسلام، فراجع الفتوى رقم: 16502.
ونرحب بسؤالك الثاني، في إدخال مستقل.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني