السؤال
أرجو إفادتي في هذه الأسئلة -جزاكم الله خيرًا-:
- حلفت أنني كلما علا صوتي على أمي أستغفر مائة مرة، والآن ربما قد مضى وقت طويل، وأخلفت يميني، ولم أستغفر، فماذا أفعل؟
- هل من يخشى الوقوع في الكفر يعينه الله على ذلك؟ فقد بتّ أخشى الكفر إلى حد الوساوس.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولًا على وجوب برّ الأم حلفت أم لم تحلفي؛ فاتقي الله، ولا ترفعي صوتك عليها، وبادري إلى التوبة من عقوقها، وانظري الفتوى رقم: 107035.
وحيث أنك استعملت صيغة التكرار "كلما" فالواجب الاستغفار كلما وقع منك رفع الصوت على أمك؛ جاء في القوانين الفقهية لابن جزي: وَلَا يتَكَرَّر الْحِنْث بتكرار الْفِعْل إِلَّا إِذا أَتَى بِصِيغَة تَقْتَضِي التّكْرَار كَقَوْلِه "كلما" وَ "مَتى" وَشبه ذَلِك، أَو يقْصد التّكْرَار. اهـ. وراجعي الفتوى رقم: 183545.
وبالتالي؛ يلزمك أن تستغفري عن كل يمين مائة مرة، فإن نسيت العدد فحكمك أن تحتاطي وتستغفري مائة مرة عن كل يمين حتى يغلب على ظنك أن ذمتك تبرأ به، وراجعي الفتوى رقم: 196769.
وأما بخصوص الوسوسة: فنسأل الله أن يعافيك منها، وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والمشروع أن يسأل الإنسان ربه الثبات وألا يزيغ قلبه بعد الهداية، وأن يحسن الظن بربه، ويفرح بنعمة الإسلام، ويكره الدخول في الكفر، وبهذا يذوق طعم الإيمان، وأما الاسترسال مع الوسوسة فلا يذوق بها إلا الهم والغم، ولهذا كانت الوسوسة مذمومة يطلب الخروج منها.
والله أعلم.