الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعلق لصلاة الاستخارة بمعرفة كون هذا الشيء سحرًا أم لا

السؤال

عندي صديقة تسكن مع أهلها في عمارة، يسكن فيها أعمامها أيضًا، ولديها امرأة عم سيئة جدًّا، تتعامل بالسحر -والعياذ بالله- ومع ذلك تقوم بحفظ القرآن الكريم في مراكز حفظ القرآن.
بدأت حكايتهم بعد وفاة جدها منذ 10 سنوات، وأصبح والدها يدخل في حالات غريبة، ففي فصل الصيف يترك الصلاة، ويصبح عنيفًا، ويريد الزواج على زوجته، وفي فصل الشتاء يصبح ملتزمًا بالصلاة، وكسولًا جدًّا لدرجة أنه لا يقدر على زيارة والدته في الطابق السفلي.
صلت صديقتي صلاة استخارة لمعرفة إذا كان هناك سحر، فحلمت تلك الليلة بوجود عمل تحت شجرة الليمون، فبدأت هي ووالدتها بقراءة سورة البقرة، فلم تستطع والدتها الإكمال، وذهبت إلى المستشفى، وعندها أرادوا أن يأتوا بشيخ يرقي البيت، ويكشف السحر، ولكن عندما يريد أي شيخ أن يأتي يحدث شيء، ولا يأتي، ولكن بعد فترة -والحمد لله- استطاعوا أن يقرؤوا وماتت الشجرة.
والآن ازداد الوضع سوءًا، فأصبحت صديقتي تعاني من ألم رهيب في الرأس، وأصبح عندها تكيس في المبايض، وأصبح وضعهم المادي سيئًّا جدًّا، وقد حلمت أكثر من مرة أن زوجة عمها هي السبب، بعد أن طلبت من الله كشف من يريد إيذاءها، علمًا أنها مخطوبة. ومنذ أن خطبت ساءت أمورها؛ لأن زوجها يعمل في أوروبا، وسوف تذهب إلى هناك، وكان آخر حلم لها بعد أن صلت صلاة الحاجة، أن زوجة عمها، وبناتها متعاونات مع جن -والعياذ بالله- وكان هناك رجل معهن، وكن يضربنها ضربًا شديدًا، وكنت أنا وصديقة أخرى نحاول إبعادهن عنها، لكننا لم نستطع، وبعد ذلك أخذنها إلى غرفة أخرى ليقتلنها، وكانت تصرخ، فتظهر واحدة منهن على هيئتي لتطمئن، لكنها عرفت بعد ذلك، وأفاقت من النوم، وهي تبكي، ومرعوبة جدًّا، وقرأت أمها سورة البقرة كاملة، لكنها بقيت خائفة، فما العمل أرجوكم فقد ساء وضعها جدًّا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنود أن ننبه أولًا إلى أن زوجة العم هذه، على فرض كونها تتعامل بالسحر، لا يجوز أن يظن بها أنها قد عملت السحر لأحد من غير بينة؛ إذ الأصل براءة ذمتها من مثل هذا، وكذا الحال بالنسبة لبناتها، ومن ثبت عنه التعامل بالسحر، فالواجب أن ينصح، ويبين له خطورة هذا الفعل، ويمكن الاستفادة من الفتوى رقم: 13092، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 49555.

وما يحدث للوالد، أو الوالدة، أو صديقتك من تصرفات غريبة، أو أحلام مزعجة، لا يلزم من أن تكون بسبب السحر، وعلى تقدير كونها بسبب السحر، فقد لا يكون ذلك من جهة زوجة العم.

وإذا ثبت، أو غلب على الظن كون ذلك نتيجة لسحر، فإنه يعالج بالرقية الشرعية، وانظري الفتوى رقم: 7967 والفتوى رقم: 4310.

وننبه إلى أن صلاة الاستخارة، لا تعلق لها بمعرفة كون هذا الشيء سحرًا أم لا، فإنها تصلى تفويضًا للأمر إلى الله تعالى، فيما يريد المسلم القدوم عليه من الأمور المباحة، مما يخفى عليه كون الخير فيه أم لا، وهي لا تعلق لها بأمر الرؤيا، ولمزيد الفائدة انظري الفتوى رقم: 210709، والفتوى رقم: 123457.

وصلاة الحاجة تؤدى لتحقيق غرض معين مباح، ولكنها مختلف في صحة حديثها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 1390.

وعلى فرض صحته، ومشروعيتها، فلا يعتمد على هذه الرؤيا في اتهام هذه المرأة، أو بناتها بعمل السحر، فقد يكون للشيطان مدخل في ذلك لنشر الفتنة، وإثارة الشحناء، والبغضاء.

وننبه إلى أن ما ذكر عن الوالد من بعض التصرفات السيئة، كترك الصلاة، ونحو ذلك، لا إثم عليه فيه إن لم يكن في حال وعي، واختيار؛ لأن التكليف منوط بالقدرة، والاختيار.

وإن كان عن وعي، وقصد، فهو آثم بذلك، والواجب أن ينصح بالتوبة إلى الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني