الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصيبة الحقيقية التي لا يعدلها شيء

السؤال

ما حكم معاهدة على ترك معصية على أنه يوفقني في اختباراتي، ثم أغواني الشيطان وعدت لهذه المعصية، وعملت الكفارة لكن هل بسبب نقضي العهد سأحرم من التوفيق في الاختبارات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنذكرك أولا بوجوب التوبة من المعصية، ولا يكفي دفع الكفارة، بل لا بد من توبة وندم على فعل المعصية.

ونقض العهد معصية أخرى فوق معصيتك السابقة، والمعصية سبب لعدم التوفيق، وحرمان الرزق؛ كما بينا بالفتوى رقم: 47379.

ونرجو لك إن صدقت في التوبة أن تُوفق في اختباراتك؛ فمن تاب إلى الله فإن الله يتوب عليه، ويقبل توبته، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

وقد استوقفنا في سؤالك أن خوفك منصب على الاختبارات فحسب، والمصيبة في الاختبارات - مهما عظمت - إنما هي مصيبة دنيوية إن صبر عليها العبد أثيب، والمصيبة الحقيقية هي مصيبة الدين؛ فعن ابن عمر قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. هذا حديث حسن غريب، وحسنه الألباني.

فليكن خوفك الحقيقي من عدم التوفيق للطاعة، أو الوقوع في عذاب الله يوم القيامة، واحرص على إخلاص توبتك لله، وانظر الفتوى رقم: 290221.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 221425.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني