السؤال
بعد قصة حب جميلة دامت سنتين ونصفًا، تأزمت هذه العلاقة، وانقلبت رأسًا على عقب.
في البداية كنت أحبه حبًّا جنونيًّا تامًّا، كان من الصعب عليّ تحمل بعده عني، كنت دائمًا أبكي، وشاردة الذهن في التفكير فيه، عانيت الكثير، وسهرت ليالي عديدة أبكي فيها حتى يأخذني النوم. كنت حينها أصلي وأستخير ربي في كل شيء، وكنت دائمًا أنتظر قدوم حبيبي بفارغ الصبر.
هو كذلك كان يحبني لكن ليس بمقدار حبي له. في الآونة الأخيرة انقلب كل شيء، وصرت لا أطيقه، ولا يهمني إن تكلمت معه أو لا، ولا يهمني أي تفصيل عنه أو عن حياته، نفرت منه حقًّا، وكان هذا عندما طالبته بالتوقف عن التكلم في أشياء جنسية بيننا، وهو لم يتقبل الموضوع بحجة أنه لا يقدر عن عدم التحدث عن ذلك، أخبرني أنه سيحاول، لكنه لم يستطع؛ ففي كل مرة يبدأ في الحديث في ذلك الموضوع أشمئز منه حقًّا.
المشكلة أنه بعد نفوري منه صار يحبني بجنون تام، لم يكن يحبني هكذا، لدرجة أنه لم يعد يكلم أحدًا سواي.
بعد أربعة أشهر من الخلافات والمشاكل تمكن من المجيء لمفاجأتي أمام المعهد الذي أدرس به، فكان لقائي به باردًا للغاية، إذ هو يستغرب أني لم أعانقه، ولم أسلم عليه، بل ابتسمت وفي قلبي غصة، وكأني لا أتحمل رؤيته.
بعد لقاءاتنا المتتالية صرت لا أرتاح حقًّا، وخصوصًا عند محاولته لمسي أو التقرب منّي، فكنت دائمًا أصده وأبعده عني، لم أعد أرتاح معه، وأنا التي كنت أحبه حد الجنون، ربما سئمت من انتظاره، ومن الأوهام والتخيلات التي رسمها في خيالي.
هو شاب يريد أن يتزوج بي حقًّا، فقد أخبر عائلته بذلك، وهو ينتظر أن يحصل على وظيفة ليتقدم لخطبتي، وكم من مرة أخبرني أنه يريد أن يتكلم مع أبي، لكني أرفض لأنني أعرف أني لن أرتاح معه مجددًا.
تارة أرتاح معه عندما يحترمني ويفهمني، وتارة أكرهه عندما يتقرب مني ليلمسني بحجة أنه اشتاق لي، وصرت أقول له إني أحبه وأنا مجبرة، وقد واجهته مرة أني لست مرتاحة، وأن قلبي لم يعد يقدر على أن يحبك، ورغم ذلك ما زال متمسكًا بي، ويخبرني أنه سيموت إن تركته، وأشياء من هذا القبيل.
أفيدوني؛ فقد تعبت أشد التعب، ولم أعد مرتاحة، ولا أصلي، فقد ابتعدت عن ربي كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا.