الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما عقوبة العودة للذنب بعد التوبة؟ وما سبيل عدم معاودته؟

السؤال

ما هي عقوبة ترك الذنب، والعودة إليه مرة أخرى؟ فعندي ذنب يلازمني، كلما تركته أرجع إليه مرة أخرى، أرشدوني كي لا أعود -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا عاد الشخص إلى ذنب قد تاب منه، فإنه بذلك يعرض نفسه للعقوبة المترتبة على هذا الذنب، وأما توبته الأولى فإنها مقبولة إن استوفت شروطها، ولا يعود إليه ما عمله من ذنب قبل التوبة، وإنما يكون عرضة للمؤاخذة بالذنب الذي عاد إليه.

وعلى العبد ألا ييأس من رحمة الله، وأن يكرر التوبة كلما تكرر منه الذنب، وأن يحرص على توفية توبته شروطها من العزم على عدم معاودة الذنب، والإقلاع عنه، والندم على فعله، وليعلم أن الله لا يزال يقبل توبته ما تاب إليه، مهما تكرر منه ذلك الذنب، وانظر الفتوى رقم: 217858.

وأما سبيل عدم معاودة الذنب فهو دوام مراقبة الله تعالى، واستحضار اطلاعه عليك، وإحاطته بما تسر وما تعلن، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، ودوام ذكره تعالى، فإن ذكر الله من أعظم ما ينخنس به الشيطان، ودوام دعائه سبحانه، واللهج بالتضرع إليه أن يثبت قلبك على دينه، ويصرف قلبك على طاعته، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء، وصحبة الصالحين، وقراءة سير العباد والزهاد من سلفنا الطيب، الذين استقاموا على التوبة، وصرفوا هممهم إلى طاعة الله سبحانه، والعمل بمراضيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني