السؤال
سمعت عن الأجر الكبير لقول: "لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، فحرصت على إدراجها في أذكاري اليومية، فجاءني خاطر بأنني لو قلت: "لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، ولا حول، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" فسآخذ ثوابًا أكثر، فهل خاطري صحيح؟ أم إن ما قلته لا يجزئ عن قولي: "لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله" مجردة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ذكر الله تعالى من أجل ما يتقرب به إلى الله سبحانه، قال الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا {الأحزاب:41}، وقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ {البقرة:152}، وقال: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا {الأحزاب:35}.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبق المفردون. قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات. أخرجه مسلم.
ثم إن: لا إله الا الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ من الأذكار المرغب فيها، فهما من الباقيات الصالحات, كما ذكرنا في الفتوى رقم: 137864.
وقد ورد في بعض الآثار الترغيب في زيادة: وحده، لا شريك له ـ زيادة على كلمة: لا إله إلا الله ـ فقد قال رسول الله صلى الله عليه, وسلم: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له. رواه الإمام مالك في الموطأ، وحسن إسناده الشيخ الألباني.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر منه. متفق عليه.
كما ثبت الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وراجع الفتوى رقم: 105672.
وبناء على ما سبق، فما جال في خاطرك صواب، وأفضل ثوابًا؛ لما فيه من زيادة فاضلة, كذكر بعض أسماء الله تعالى: العلي العظيم ـ ووصفه بصفات التوحيد: وحده، لا شريك له.
والله أعلم.