السؤال
أحمل ذنبا كبيرا وأريد الإقلاع عنه، وهناك شخص يهددنني، وهذا يؤخر توبتي النصوح، أشعر بندم كبير وأبكي كثيرا، لم أتعمد ترك الصلاة وقراءة القرآن، وأدعو الله وأقول يا رب أنت مالك قلب وعقل هذا الشخص فأرجو أن تهديه على أن يتركني، فهل ندمي مقبول؟ وهل دعائي مقبول؟ تورطت في الأمر دون سابق نية، فهل تقبل صلاتي ورغبتي الحقيقية في التوبة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويتوب عليك توبة تجدين حسن عاقبتها في الدنيا والآخرة، ونسأله أن يستر عليك بستره الجميل، ويكسبك عفوه ورضاه، وأنت لم تذكري لنا حقيقة هذا الذنب، ولماذا يهددك هذا الشخص، ويحول بينك وبين التوبة، وما إن كان له حق عليك أم لا، وعلى كل الواجب عليك المبادرة إلى التوبة فورا، ولا يجوز لك تأخيرها ولا حق لك في تأخيرها بسبب تهديده، ولمعرفة شروط التوبة راجعي الفتوى رقم: 29785.
وإن كان له حق، فالواجب استحلاله منه على التفصيل الذي ذكرناه في الفتوى رقم: 18180.
والندم أمر حسن وبداية للسير في الطريق الصحيح، ولكنه لا يكفي توبة، لأن التوبة النصوح لها شروطها التي أشرنا إليها آنفا والتي لا تصح التوبة إلا بحصولها جميعها، والندم واحد منها، وتراجع الفتوى رقم: 262651.
ولا بأس بدعائك ربك أن يبعده عنك وأن يكف عنك شره وتهديده لك، ومما يناسب هذا المقام الدعاء الذي رواه أحمد وأبو داود عن عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
وهذا لا يمنع الاستحلال من الحق كما أسلفنا.
والله أعلم.