السؤال
أود الاستفسار عن حكم تركيب سِنّ في فمي لوجود تفليج في أسناني، فلا أستطيع الضحك، أو الابتسامة وفمي مفتوح، لأن مظهري يكون غير جيد بالمرة، فأود تركيب سِنّ في المنطقة الخالية في منتصف فمي، فهل يجوز أم هو حرام لتغيير خلق الله؟ علمًا أن هذا الموضوع يقلقني منذ الصِغَر؛ نظرًا لبشاعة منظري عند الضحك، أو الابتسامة المصحوبة بفتح فمي ومشاهدة الأسنان. وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان بك تشويه، وعيب خارج عن المعتاد، فلا حرج عليك في علاجه بتركيب سِنّ، فهذا من باب الحاجة، ولا يعد من تغيير خلق الله المنهي عنه، والقاعدة في باب جراحة التجميل: أن ما كان منها للحاجة لإزالة العيوب، والتشوهات، ونحو ذلك فلا حرج فيها؛ جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي:
1- يجوز شرعًا إجراء الجراحة التجميلية الضرورية، والحاجية التي يقصد منها:
أ- إعادة شكل أعضاء الجسم إلى الحالة التي خلق الإنسان عليها؛ لقوله سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين:4}.
ب- إعادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم.
ج- إصلاح العيوب الخَلقية، مثل: الشفة المشقوقة (الأرنبية)، واعوجاج الأنف الشديد، والوحمات، والزائد من الأصابع، والأسنان، والتصاق الأصابع إذا أدى وجودها إلى أذى مادي، أو معنوي مؤثر.
د- إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق، والحوادث، والأمراض، وغيرها؛ مثل: زراعة الجلد، وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كليًّا حالة استئصاله، أو جزئيًّا إذا كان حجمه من الكب،ر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية، وزراعة الشعر في حالة سقوطه، خاصة للمرأة.
هـ- إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسيًّا، أو عضويًّا.
2- لا يجوز إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي، ويقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية تبعًا للهوى، والرغبات بالتقليد للآخرين، مثل عمليات تغيير شكل الوجه للظهور بمظهر معين، أو بقصد التدليس، وتضليل العدالة، وتغيير شكل الأنف، وتكبير أو تصغير الشفاه، وتغيير شكل العينين، وتكبير الوجنات. اهـ.
وقال ابن عثيمين: تقويم الأسنان على نوعين:
النوع الأول: أن يكون المقصود به زيادة التجمل؛ فهذا حرام، ولا يحل، وقد لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله». هذا مع أن المرأة مطلوب منها أن تتجمل، وهي من يُنشّأ في الحلية، والرجل من باب أولى أن ينهى عن ذلك.
النوع الثاني: إذا كان تقويمها لعيب، فلا بأس بذلك فيها؛ فإن بعض الناس قد يبرز شيء من أسنانه، إما الثنايا، أو غيرها تبرز بروزًا مشينًا بحيث يستقبحه من يراه؛ ففي هذا الحال لا بأس من أن يعدلها الإنسان؛ لأن هذا إزالة عيب، وليس زيادة تجميل، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أمر الرجل الذي قطع أنفه أن يتخذ أنفًا من ورِق (أي: فضة)، ثم أنتن، فأمره أن يتخذ أنفًا من ذهب»؛ لأن في هذا إزالة عيب، وليس المقصود زيادة تجمل. اهـ. من مجموع فتاواه.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 157101.
والله أعلم.