السؤال
ما هي السور التي يستحب أن يقرأها الكفار عامة وأهل الكتاب خاصة أولا عند الدعوة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم نعثر على سور معينة يطلع عليها أهل الكتاب أو غيرهم من الكفار، لكن ينبغي أن يكون من أول ما يقرؤه الكفار عن الإسلام هو الآيات المتعلقة بتوحيد الله تعالى كسورة الإخلاص مثلاً، لأن التوحيد هو بداية دعوة كل الرسل؛ كما قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]. والله تعالى أمر رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بالدعوة إلى التوحيد عند محاورته ومناظرته لأهل الكتاب، قال الله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64]. ثم أيضاً من الضروري الاطلاع على الآيات التي تشتمل على الحكمة من خلق الإنسان والمهمة المكلف بها، قال الله تعالى في سورة الذاريات: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، وقال أيضاً في سورة الملك: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ وكذلك الآيات التي تلفت إلى قدرة الله تعالى وخلقه لهذا الكون من سماوات وأرضين، وتبين خطورة الكفر بالله تعالى وما أعده للكافرين، وهذه تشتمل عليها سورة فصلت، فقد قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بداية هذه السورة على عتبة بن ربيعة حتى وصل إلى قوله تعالى: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ فرجع عتبة متأثراً بالقرآن مثنياً على فصاحته وبلاغته، والقصة ذكرها الحاكم في المستدرك وأبو يعلى في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه، وذكرها أصحاب السير والمفسرون. وكذلك ينبغي أن يطلع أهل الكتاب على العقيدة الصحيحة، في شأن المسيح عليه الصلاة والسلام التي ذكرت في بعض السور مثل سورة آل عمران والنساء ومريم، فالقرآن كله كتاب دعوة وهدى ونور، فعلى كل مسلم أن يدعو به غير المسلمين إلى الدخول في الإسلام وإن احتاج إلى ترجمة معانيه إلى لغة المدعو ترجم. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني