السؤال
تقدمت لخطبة فتاة ذات دين من أهلها، فوافقوا على الخطبة، ولم أخبرهم بأنني كنت متزوجا وعندي طفلان، وقد تم الطلاق، علماً بأنني أخبرت الفتاة ولم تعترض، وحين علموا بعدها قالوا بأن الخطبة لاغية للغش، فهل إخفائي عنهم زواجي السابق ورزقي بأطفال يفسخ الخطبة شرعاً؟.
وبارك الله في علمكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعدم إخبار أهل هذه الفتاة بأمر زواجك السابق، أو أن لك أولادا من زوجتك تلك لا يعتبر غشا لهم، إذ لا يلزمك شرعا إخبارهم بذلك، والأصل عدم وجوب الإخبار حتى يرد دليل بخلاف ذلك، ولا نعلم دليلا يوجب الإخبار، فما كان ينبغي لهم فسخ الخطبة لهذا السبب، خاصة وأنك قد أخبرت الفتاة ـ وهي صاحبة الشأن ـ وارتضت قبول الخطبة فيما يبدو، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 54128.
نعم، لو أنك سئلت لم يجز لك كتمان الأمر عنهم، لأن في هذا غشا لهم، والغش قسيم النصح، وقد ثبت في الحديث الذي رواه مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة.
وروى أيضا عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من غشنا فليس منا.
فإن ارتضوا بعد هذا كله زواجك منها فذاك، وإلا فلا تأس عليها، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وعسى الله عز وجل أن يرزقك من هي خير منها، ونذكرك بالاستخارة فيمن تريد الزواج منها ليختار الله تعالى لك الأصلح.
وراجع الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.