السؤال
كيف أدعو من القلب ويستجاب؟ وبعد غرور الشيطان وسواس، والتفكير، والسرحان، والخوف، وغيره، هل نية القلب، والنظافة من الذنوب والمعاصي، والفتن، والغيبة، والنميمة، والكذب، والاستهزاء، وغيره، هل الاستعاذة من الشيطان الرجيم قبل الدعاء؟
كيف أدعو من القلب ويستجاب؟ وبعد غرور الشيطان وسواس، والتفكير، والسرحان، والخوف، وغيره، هل نية القلب، والنظافة من الذنوب والمعاصي، والفتن، والغيبة، والنميمة، والكذب، والاستهزاء، وغيره، هل الاستعاذة من الشيطان الرجيم قبل الدعاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح بما يكفي، ولعل السائلة تقصد السؤال عن الكيفية التي يكون بها دعاؤها مستجابًا، وما هي الأمور المعينة على هذا الأمر؟
وجوابًا لذلك نقول: إن للدعاء شروطًا وموانع؛ فإذا تحققت الشروط وانتفت الموانع، فإنه يستجاب لها لا محالة؛ مصداقًا لقول الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
كما أن ثمة أيضًا جملة أسباب إذا أخذ بها فإن ذلك يكون أدعى لإجابة الدعاء، وقد فصلنا ذلك كله في الفتوى رقم: 71758، والفتوى رقم: 11571.
هذا وننبه إلى أمرين نرى أن من المناسب التنبيه عليهما:
1- لا شك أن البعد عن المعاصي من دواعي إجابة الدعاء؛ لأن المعاصي عمومًا من موانع استجابة الدعاء، ولكن هذا لا يعني استحالة الإجابة للعاصي بالكلية؛ قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وقوله صلى الله عليه وسلم: فأنى يستجاب لذلك. معناه: كيف يستجاب له؟! فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد، وليس صريحًا في استحالة الاستجابة، ومنعها بالكلية، فيؤخذ من هذا أن التوسع في الحرام، والتغذي به من جملة موانع الإجابة، وقد يوجد ما يمنع هذا المانع من منعه، وقد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية مانعًا من الإجابة أيضًا، وكذلك ترك الواجبات، كما في الحديث أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة دعاء الأخيار، وفعل الطاعات يكون موجبًا لاستجابة الدعاء. اهـ.
2- استجابة الدعاء لا تعني بالضرورة إعطاء الداعي عين ما سأل، أو أن يجاب في الوقت الذي عينه في دعائه، بل استجابة الدعاء تكون بإحدى ثلاث وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذن نكثر. قال: الله أكثر. رواه أحمد، وصححه الحاكم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني