السؤال
أثناء التبول -أعزكم الله- خرج مني ودي، ولمدة طويلة فاتت بها صلاة الجماعة، وبعدها بمدة وعندما توقف وتطهرت، ظلّت قطرات ماء تخرج، وكلما استجمرت بالمنديل وغسلت بالماء وعصرت القضيب أجد بعض القطرات، ولمدة قد تصل لأكثر من نصف ساعة، عندها تطهرت ووضعت منديلًا على الفرج، وتوضأت وصليت. فهل هذه الصلاة صحيحة؟ علمًا بأني في العمل، ولا أستطيع تغيير الملابس أو الانتظار.
٢- بعد الانتهاء من الصلاة سقط المنديل الذي كنت أضعه على الفرج، ولامس البنطال بطوله، فهل يلزمني تطهير السروال والبنطال؟ وكيف يكون التطهير؟ علمًا بأن المنديل كان مبتلًّا من أثر الماء.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا لم تتيقن أنه قد خرج منك شيء من الودي بعد وضع المنديل فصلاتك صحيحة؛ لأن الأصل هو عدم خروج شيء منك، ولا يحكم بخروج شيء منك إلا بيقين جازم.
وإذا علمت هذا؛ فإنه لا يضرك كذلك سقوط المنديل ومسه ثيابك؛ لأنه محكوم بطهارته، وأما إذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه قد خرج منك شيء من الودي بعد وضع المنديل، فقد كان الواجب عليك أن تنتظر حتى ينقطع خروج هذه القطرات، ثم تتوضأ وتصلي، فإن كنت صليت قبل انقطاعها مع كون خروجها لا يستغرق جميع وقت الصلاة فصلاتك غير صحيحة، وتجب عليك إعادتها، وانظر الفتوى رقم: 159941.
وأما إن علمت أن هذه القطرات لا ينقطع خروجها حتى يخرج وقت الصلاة: فما فعلته من التحفظ والوضوء والصلاة صحيح؛ لأنك -والحال هذه- صاحب سلس، ولبيان ضابط الإصابة بالسلس انظر الفتوى رقم: 119395.
وأما هذا المنديل: فعلى تقدير تيقن تنجسه؛ فإن أصاب الموضع المتنجس منه سراويلك، وكان حينئذ مبتلًّا بالنجاسة، فقد تنجس السراويل في قول كثير من أهل العلم، ويلزمك أن تصبّ الماء على الموضع الذي تعلم أنه قد أصابته النجاسة منه، وإن شككت في إصابة النجاسة له فالأصل طهارته، والموضع الذي تشكّ في تنجسه فابْنِ على الأصل واستصحبه وهو الطهارة، ومن العلماء من يرى أن السراويل لا يتنجس -والحال هذه- بالضابط المبين في الفتوى رقم: 154941.
والله أعلم.