السؤال
أنا أعاني من مشكلة -يا شيخ- لا أعلم هل هي حقيقة أم وسواس؟ وكيف أفرق بين إذا ما كانت حقيقة أم وسواسًا؟
عندما أفعل مثلًا معصية أو أتحدث في قلبي عن الدِّين، وكنت أصلي لا أعلم ماذا يأتيني أشعر بخوف، وأنني كفرت.
أتى أخي وأخبرني بفعل فعلته أنه من القمار، وأنا أصلي العشاء كنت خائفة أن يكون فعلًا قمارًا، وقلت في نفسي: ليت أخي ما أخبرني، وسببت أخي لأنه أخبرني، فخشيت أنني كفرت، وكنت أصلي فقطعت صلاتي وأعدتها.
ودائمًا أقطع صلاتي، وأخاف من هذا الفعل -يا شيخ-، ماذا أفعل إذا كان وسواسًا؟ وكيف أتخلص منه؟
وأيضًا كنت أصلي وأصدرت صوتًا من غير أن أتكلم، فقلت: إن صلاتي بطلت. فقطعتها، وهكذا -يا شيخ- أحيانًا أقاوم هذا، ولكن أخشى من بطلان صلاتي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أن الوسواس قد تمكن منك، وليس لهذه الوساوس علاج سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، كما أوضحنا ذلك مرارًا، ولتنظر الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196.
فعليك ألا تقطعي صلاتك لأي سبب مهما كان، ومهما وسوس لك الشيطان أنك قد تكلمت، أو أنه قد صدر منك صوت، أو أنك وقعت فيما يبطل صلاتك، فلا تبالي بهذه الوساوس، واستمري في صلاتك، ولا تقطعيها كذلك لأجل ما يعرض لك من هذه الأفكار، واعلمي أن هذه الأفكار لا تضرك، ولا تؤثر في صحة إيمانك، وقد تجاوز الله برحمته لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم، فكلما عرض لك شيء من هذه الخواطر أو تلك الأفكار فادفعيه عنك ولا تسترسلي معه، واعلمي أنك على خير ما دمت تجاهدين هذه الوساوس وتسعين في التخلص منها، وانظري الفتوى رقم: 147101.
والله أعلم.