السؤال
هل الإمام أبو حنيفة حلل سرقة المصحف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالإمام أبو حنيفة رحمه الله لم يحلل سرقة المصحف، ومن قال هذا فقد أخطأ فهمه لمذهب الإمام، إنما دخلت الشبهة عليه من كون الإمام يرحمه الله، لا يقطع بسرقة المصحف، وحجة الإمام في ذلك أن السارق قد يتأول أن الناس لا يضنون بالمصاحف، ولعله أخذه ليقرأ فيه ثم يرده، وأن القرآن المكتوب في المصاحف كلام الله وهو ليس بمال متقوم، والورق والجلد والكتابة وإن كانت أموالاً متقومة فهي أمور تابعة، والأصل أنه متى اجتمع ما يجب فيه القطع مع ما لا يجب القطع فيه، لا يقطع، لأن ذلك يورث شبهة، والشبهة مسقطة للحد، وعدم القطع في سرقة المصحف هو أحد الوجهين في مذهب أحمد رحمه الله. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني