فإن المصالح المرسلة ذكرها جماعة من أهل الأصول في مباحث الاستدلال، ولهذا سماها بعضهم بالاستدلال والجواب، وأطلق إمام الحرمين، وابن السمعاني عليها اسم الاستدلال.

قال الخوارزمي: والمراد بالمصلحة: المحافظة على مقصود الشرع بدفع المفاسد عن الخلف. اهـ.

وقال الغزالي: هي أن يوجد معنى يشعر بالحكم مناسب عقلاً، ولا يوجد أصل متفق عليه. اهـ.

وقال ابن برهان: هي ما لا يستند إلى أصل كلي ولا جزئي، وقد اختلفوا في القول بهذا على مذاهب... (إرشاد الفحول ج1 ص 403). يعني أن الوصف إذا لم يرد الدليل على اعتباره ولا على إلغائه، وهو مع ذلك فيه جلب مصلحة أو دفع مفسدة، فذاك هو المسمى عند أهل الأصول بالمصالح المرسلة.

وقد ذكره صاحب مراقي السعود في ألفيته ممثلا له، يقول:

والوصف حيث الاعتبار يجهل فهو الاستصلاح قل والمرسل
نقلـــــه لعمــــــل الصحابـــــة كالنقـط للمصحــف والكتابــــة
تـــولية الصـــديق للفــــاروق وهــدم جــار مسجــد للضيـق
وعمــل السكــة تجديـد النــدا والسجـن تدوين الدواوين بدا

ثم بين أن المصلحة المرسلة تلغى إذا ترتبت عليها مفسدة أرجح منها أو مساوية لها، يقول:

اخــرم مناسبــاً بمفسـد لـــزم للحكم وهو غير مرجوح علم

ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى التالية: 32024.

والله أعلم.

المراد بالمصالح المرسلة

السؤال

الإجابــة

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

العرض الموضوعي

الأكثر مشاهدة

محاور رئيسية

محاور فرعية

خدمات تفاعلية