السؤال
ورد في كتاب الكبائر للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي، في الكبيرة الحادية عشرة: اللواط ـ وفيه.. وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: عشر خصال من أعمال قوم لوط : تصفيف الشعر، وحل الأزرار، ورمي البندق، والحذف بالحصى، واللعب بالحمام الطيارة، والصفير بالأصابع، وفرقعة الأكعب، وإسبال الإزار، وحل أزر الأقبية، وإدمان شرب الخمر، وإتيان الذكور، وستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء ـ أريد منكم شرح مفردات الحديث بغض النظر عن صحة أو عدم صحة الحديث، أي كل خصلة على حدة، فعندي في الجمعة القادمة ـ إن شاء الله ـ خطبة عن اللواط، وأريد منكم الجواب في أسرع وقت ممكن حتى أكون مستعدا للخطبة.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يعلم الأخ السائل أن الحديث قد حكم عليه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة بالوضع، فقد أورده الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الضعيفة بلفظ: عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضا، ورميهم بالجلاهق والخذف، ولعبهم بالحمام، وضرب الدفوف، وشرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب، والصفير، ولباس الحرير، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضا ـ موضوع، رواه ابن عساكر في التاريخ: 14ـ320ـ1ـ 2 ـ عن إسحاق بن بشر، أخبرني سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن مرفوعا قلت: وإسحاق هذا كذاب.... وروي بعضه موقوفا على أنس، أخرجه الدولابي في الكنى: 1ـ62ـ من طريق أبي عمران سعيد بن ميسرة البكري الموصلي عن أنس بن مالك أنه دخل عليه شاب قد سكن عليه شعره، فقال له: مالك والسكينة؟! افرقه أوجزه، فقال له رجل: يا أبا حمزة! فيمن كانت السكينة؟ قال: في قوم لوط، كانوا يسكنون شعورهم، ويمضغون العلك في الطرق والمنازل، ويخذفون، ويفرجون أقبيتهم إلى خواصرهم، قلت: وهذا موضوع أيضا، سعيد بن ميسرة كذبه يحيى القطان، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات... وقد روي الحديث بلفظ آخر وهو موضوع أيضا وهو: عشرة من أخلاق قوم لوط: الخذف في النادي، ومضغ العلك، والسواك على ظهر الطريق، والصفر، والحمام، والجلاهق والعمامة التي لا يتلحى بها، والسكينة، والطريف بالحناء، وحل أزرار الأقبية، والمشي في الأسواق، والأفخاذ بادية ـ أخرجه الديلمي: 2ـ301 ـ عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا، قلت: وهذا موضوع، إسماعيل هذا كذاب، وجويبر متروك. انتهى.
فنصيحتنا للأخ السائل أن لا يورد هذا الحديث في خطبته، ففي الأحاديث الصحيحة غنية عن الضعيف، وإن أراد إيراده فليبين للناس ضعفه، بل ووضعه، وأما شرحه الذي طلبته: فننقل لك ما ذكره المناوي في فيض القدير عند شرح هذا الحديث، حيث قال رحمه الله: عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا ـ أي لا بغيرها: وتزيدها أمتي ـ أي تفعلها وتزيد عليها بخلة ـ أي بخصلة ـ إتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق، بضم الجيم البندق من طين واحده جلاهقة فارسي، والخذف ـ1ـ ولعبهم بالحمام، وضرب الدفوف، وشرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب، والصفير، وهو تصويت بالفم والشفتين، كما في النهاية، والتصفيق: ضرب صفحة الكف على صفحة الأخرى، ولباس الحرير، أو ما كان أكثره حريرا، وتزيدها أمتي ـ أي تفعلها كلها وتزيد عليها ـ بخلة إتيان النساء بعضهم بعضا، وذلك كالزنا في حقهن واستشكل بخير البيهقي وغيره: إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال ـ ابن عساكر في تاريخه عن الحسن البصري مرسلا. انتهى.
والله أعلم.